فشل زيارة محمود عباس إلى واشنطن
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

أكد مسؤولون كبار في الإدارة الأميركية خلال لقائهم رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في واشنطن الأسبوع الفائت أن الرئيس الأميركي جورج بوش لا ينوي في هذه المرحلة تقديم تصوّر خاص به لحل القضايا الجوهرية المتعلقة بالحل الدائم بين إسرائيل والفلسطينيين. وذكر مصدر أميركي أن عباس أصيب بخيبة أمل جراء عدم استعداد الإدارة الأميركية لممارسة الضغط على إسرائيل بخصوص هذا الموضوع. 

وقد جاء عباس إلى واشنطن كمحطة أولى في حملة سياسية قرر البدء بها بهدف مهاجمة إسرائيل بشأن مسألتين - استمرار البناء في المستوطنات، وما يصفه بـ"الفجوات الكبيرة في موقفي الطرفين من مسألة الحدود".

وبحسب مصدر سياسي في القدس، سيروج عباس هذا الخط الانتقادي في كل من مؤتمر الدول المانحة الذي سيعقد في لندن، ولقاء شرم الشيخ بعد زيارة الرئيس بوش لإسرائيل، والمؤتمرين الدوليين اللذين سيعقدان في برلين وموسكو. وقال المصدر السياسي: "إن عباس يريد الضغط على إسرائيل في المؤتمرات الدولية ولدى اللجنة الرباعية أملاً بأن يجعل إسرائيل تقف منفردة أمام العالم كله. ولهذا السبب، فإنه راغب جداً في دفع مؤتمر موسكو قدماً، كمتابعة لمؤتمر أنابوليس".

وبحسب مصادر اجتمع بها عباس خلال زيارته واشنطن، فقد احتج خلال لقائه بوش ووزيرة الخارجية كوندوليزا رايس على رغبة إسرائيل في الاحتفاظ بنحو 8% من مساحة الضفة، الأمر الذي سيمكّنها من ضم الكتل الاستيطانية الكبرى، في حين أن الفلسطينيين يطلبون أن تستند الحدود إلى خطوط سنة 1967، مع تعديلات لا تتجاوز 2% من مساحة الضفة. 

وفي أثناء الزيارة قال مستشار عباس، ياسر عبد ربه، إن "إسرائيل طلبت خلال المفاوضات أن تقرَّر الحدود بناءً على اعتبارات ديموغرافية وجغرافية وأمنية، الأمر الذي يدل على رغبتها في الاحتفاظ بغور الأردن. وبهذه الصورة ستكون الدولة الفلسطينية كالجبنة السويسرية".

لقد انتهت زيارة عباس لواشنطن، بحسب شهادته، بالفشل. وكانت الرسالة الأميركية التي استمع إليها أن الإدارة الأميركية راضية عن وتيرة سير المفاوضات، وأنها لا تنوي التدخل وتقديم تصور للحل من جانبها.

 

وقالت إحدى الشخصيات التي التقت محمود عباس: "لقد بدا كأنه جاء من دون أجندة حقيقية وبلا تخطيط". وبحسب تقديرها فقد "ذهل" عندما فهم أنه ربما سيتعين عليه أن يقرر القبول بحلول وسط في بعض القضايا الجوهرية.