تجديد المفاوضات مع دمشق على حساب التفاوض مع الفلسطينيين
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•إن محاولة رئيس الحكومة الإسرائيلية، إيهود أولمرت، أن يفتح المسار السوري على حساب المفاوضات مع الفلسطينيين من شأنها أن تضعضع السلام الهشّ مع الأردن ومصر، وأن تؤدي إلى دفن مبادرة السلام العربية.

•بحسب ما يقول المقربون من أولمرت، هناك، في الظاهر، سباق بين مبعوثيه إلى بشار الأسد، وبين المحادثات المغلقة التي تجريها وزيرة الخارجية، تسيبي ليفني، مع رئيس الطاقم الفلسطيني المفاوض، أحمد قريع.

•يبدو رئيس الحكومة، في ضوء ما نُشر، في الأيام القليلة الفائتة [بشأن الاتصالات الإسرائيلية - السورية]، كأنه سياسي ناشط. غير أن السؤال المطروح: ما هو إمكان أن يستبعد الرئيس جورج بوش دمشق من "محور الشر"، بعد أن كشفت واشنطن على رؤوس الأشهاد العلاقات الغامضة القائمة بين سورية وكوريا الشمالية؟ من الصعب الافتراض أن أولمرت يؤمن بأن الأسد سيقطع علاقاته بإيران وحزب الله، ما دامت الولايات المتحدة تغلق أبوابها في وجهه.

•إن الاتصالات لتجديد المفاوضات بين القدس ودمشق هي غطاء للتراجع الكبير الذي طرأ على المحادثات بين إسرائيل والفلسطينيين. وقد كشف، هذا الأسبوع، مصدر شديد الاطلاع على هذه المحادثات، أن الفجوات بين الطرفين أكبر كثيراً مما تم الاتفاق عليه.

•من الصعب أن نعتقد أن محمود عباس سيتبنى الاقتراح الإسرائيلي الذي يشمل تنازلاً فلسطينياً عن 8% من أراضي الضفة الغربية (في مقابل تعويض لا يزيد على 2%)، وسيادة إسرائيلية على الحوض المقدس في القدس ـ بما في ذلك البلدة القديمة، وبعض الفتات للاجئين (لمّ شمل عشرة آلاف شخص)، وكل ذلك إلى جانب توسيع البؤر الاستيطانية وإضافة المزيد من الحواجز العسكرية.

 

•عندما تنهار المفاوضات [مع الفلسطينيين]، محدثة دويّاً كبيراً، وتقوم "حماس"، بعد أن تحقق تهدئة في غزة، بطرد "بقايا معسكر حل الدولتين" من المقاطعة في رام الله، ستنفجر فقاعة الوساطة التركية بين إسرائيل وسورية، محدثة دويّاً كبيراً أيضاً. وسيصبح الرفض الإسرائيلي مزدوجاً في مسارَي المفاوضات كليهما. عندها سيطلب الأسد تطبيق قرار مؤتمر القمة العربية في دمشق، في آذار/ مارس الماضي، القاضي بإعادة النظر في مبادرة السلام مع إسرائيل، وسيطلب من مصر والأردن أن يرهنا التطبيع مع الدولة اليهودية بانسحابها إلى خطوط 4 حزيران/ يونيو 1967. هذا هو الخطر الذي تحدث عنه الملك عبد الله الثاني مع بوش، وبسببه دعا أولمرت إلى زيارة عمان.