أولمرت يسعى للوصول إلى مؤتمر واشنطن مع تأييد ليبرمان وشاس لا كزعيم معزول مثل باراك في كامب ديفيد
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•في ظل المعطيات [التي تؤكد انخفاض شعبية إيهود أولمرت] طوّر رئيس الحكومة [ما يسمى]"مبدأ أولمرت" بدلاً من أن يغازل الجمهور العريض الذي يرفضه. هذا المبدأ يقول إن السلطة بين كل انتخابات وأخرى تعتمد على تأييد الغالبية في الكنيست لا على مواقف الجمهور، وعلى رئيس الحكومة أن يكون متأكداً من وقوف الغالبية البرلمانية إلى جانبه في أي لحظة، وأن يعتبر الحفاظ على الائتلاف الحكومي الجهد الرئيسي الذي ينبغي القيام به.

•أسلاف أولمرت، بنيامين نتنياهو وإيهود باراك وأريئيل شارون، لم يتحركوا ميليمتراً واحداً قبل أن يدرسوا موقف الجمهور العريض كما كان يتجلى في استطلاعات الرأي. أمّا أولمرت فيفضل دراسة وقع خطواته على المؤسسة السياسية. وهناك شك في ما إذا كان تحسن مكانته العامة بعد "العملية في سورية" سيؤدي إلى تغيير مقاربته هذه.

•يمكن الزعم بأن أولمرت ليس فيلسوفاً، وأنه يرغب في الحفاظ على كرسيه في نهاية الأمر، لكن مبدأه هذا ينطوي على منطق. إن أولمرت يعرف أن قدرته على دفع بعض الخطوات السياسية قدماً رهن بوجود غالبية سياسية لا بالرأي العام. وقد خسر نتنياهو وباراك إئتلافيهما في ذروة عمليات سياسية: نتنياهو وهو عائد من مؤتمر "واي ريفر" وباراك وهو ذاهب إلى قمة كامب ديفيد، وكانت النتيجة أن كليهما فقد السلطة ولم يجلب السلام. أمّا شارون فقد تغلب على معارضة خطة الانفصال داخل الليكود بفضل الغالبية البرلمانية التي منحها له حزبا العمل وشينوي في مقابل "المتمردين" [داخل الليكود]، لا بسبب حبّ الجمهور.     

 

•يبذل أولمرت جهداً كبيراً في صيانة الائتلاف الحكومي. وهذه الجهد يثمر بعض النتائج. في الأسابيع القريبة المقبلة ستحين لحظة الاختبار. من الواضح أن أولمرت يرغب في الوصول إلى مؤتمر السلام في واشنطن وهو يحظى بتأييد ليبرمان وشاس، لا كزعيم معزول مثل باراك في كامب ديفيد. إن ثمن هذا التأييد هو أن يكون البيان المشترك مع محمود عباس ضعيف المضمون، فالاتفاق الذي يحظى بدعم سياسي واسع ينطوي على احتمالات لتطبيقه أكثر من أي وثيقة سياسية جريئة تحظى بتأييد الأقلية وحدها.