21 قتيلاً و30 جريحاً من الفلسطينيين وعباس يدين "المجزرة" أمام مجلس الأمن
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

قتل 12 فلسطينياً بنيران الجيش الإسرائيلي في سلسلة أحداث وقعت في قطاع غزة. ويدعي الجيش الإسرائيلي أن القتلى هم مسلحون ضالعون في إطلاق صواريخ القسام وقذائف الهاون على الأراضي الإسرائيلية، وفي إطلاق قذائف مضادة للدروع على القوات الإسرائيلية. وبحسب الفلسطينيين فإن اثنين من القتلى هم مدنيون. وقد جرح ما يزيد على 30 فلسطينياً في هذه الحوادث. وهددت حركة حماس أمس بأن إسرائيل ستدفع ثمناً باهظاً لهذا الهجوم.

ودان رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس عمليات الجيش الإسرائيلي، ودعا مجلس الأمن إلى "وقف المجزرة ضد الفلسطينيين في القطاع". وعلى الرغم من ردة فعله على الحوادث سيلتقي عباس اليوم وزيرة الخارجية تسيبي ليفني في نيويورك. ومن المتوقع أن يتحدثا عن الوضع في غزة وعن قرار المجلس الوزاري المصغر إعلان قطاع غزة "منطقة معادية"، وأيضاً عن البيان الإسرائيلي ـ الفلسطيني المشترك تمهيداً للقاء الدولي الذي سيعقد في واشنطن.

وقد بدأت العمليات العسكرية الإسرائيلية أمس الأول بعد بضع ساعات على قيام حركتي حماس والجهاد الإسلامي ولجان المقاومة الشعبية بإطلاق عشرات قذائف الهاون ونحو عشرة صواريخ على إسرائيل. ودخلت عشرات الدبابات والآليات المدرعة بلدة بيت حانون في شمال القطاع. ووقع الحادث الأول في حي الزيتون إلى الجنوب من بيت حانون، عندما أطلق سلاح الجو عدداً من الصواريخ على سيارة جيب كانت تقل خمسة أعضاء من منظمة جيش الإسلام التي يتزعمها ممتاز دغمش. وأسفرت الصواريخ عن مصرعهم جميعاً. 

وفي حادث ثانٍ أطلقت دبابة تابعة للجيش الإسرائيلي النار على مجموعة كانت على وشك على إطلاق صاروخ مضاد للدبابات في بيت حانون، وأسفر الحادث عن مصرع أربعة أشخاص، اثنان منهم كانا مسلحين، وينتمي أحدهما إلى لجان المقاومة الشعبية والآخر إلى حركة الجهاد الإسلامي، بينما لم يتأكد هل كان الآخران عضوين في منظمات إرهابية.

وفجر أمس هاجمت مروحية تابعة للجيش الإسرائيلي اثنين من أعضاء حركة حماس. ومساء أمس أطلقت قوة تابعة للجيش الإسرائيلي صاروخاً على مجموعة قامت بإطلاق صواريخ القسام، وأسفر الحادث عن مقتل أحد أفراد كتائب شهداء الأقصى التابعة لحركة فتح وعن إصابة ناشط آخر.

وقال مصدر عسكري في قيادة المنطقة الوسطى مساء أمس إن وتيرة الأحداث في قطاع غزة تعبر عن خط دفاعي اتبعه الجيش منذ فترة في منطقة القطاع، ولا تعبر عن تغيير في سياسة الرد الإسرائيلية. وفي المقابل، تحدث وزير الدفاع إيهود باراك في حديث إلى إذاعة الجيش الإسرائيلي فقال: "إننا نقترب من شن عملية عسكرية واسعة في غزة". وذكر الوزير أن جهداً يبذل في هذه المرحلة لإضعاف سلطة حركة حماس في القطاع. وأضاف أن العملية العسكرية الواسعة في غزة ليست مسألة سهلة "لا من ناحية [حجم] القوات ولا من ناحية المدة الزمنية التي سيضطر الجيش الإسرائيلي إلى البقاء هناك. إننا نعلم أن الحياة في سديروت ما تزال بعيدة عن الحياة العادية كما هو الحال في وسط البلد. إننا نقوم بنشاط شامل في سديروت والمنطقة المحيطة بغزة، ونحاول الحد من إطلاق صواريخ القسام، لكننا إلى الآن لم ننجح في ذلك". 

 

وأعربت مصادر في المؤسسة الأمنية خلال اليومين الفائتين عن شكها في أن تقدم إسرائيل على القيام بعملية عسكرية واسعة في القطاع في المدى القريب بسبب التوتر القائم مع سورية ومؤتمر السلام المتوقع مع الفلسطينيين في واشنطن في تشرين الثاني / نوفمبر.