من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
يتبين من رسالة بعث بها وزير خارجية إسبانيا، ميغيل موراتينوس، إلى الأمين العام للأمم المتحدة بعد زيارته دمشق أن سورية توافق على وضع مزارع شبعا تحت وصاية (Custody) الأمم المتحدة كجزء من تسوية مسألة السيادة على تلك المنطقة التي تخضع اليوم للسيطرة الإسرائيلية. وتعتقد مصادر سياسية في القدس أن الموقف السوري يهدف إلى الضغط على إسرائيل التي تعارض الانسحاب من المنطقة في هذه المرحلة.
وقد بعث الوزير بالرسالة قبل نحو أسبوعين، بعد أن بحث هذا الموضوع مع الرئيس السوري بشار الأسد في أثناء زيارة قام بها لسورية خلال الشهر الفائت. وذكر موراتينوس في الرسالة أن سورية مستعدة لوضع مزارع شبعا تحت مسؤولية الأمم المتحدة قبل الانتهاء من ترسيم الحدود الدولية مع لبنان. وكان رئيس الحكومة اللبنانية فؤاد السنيورة قال في العام الفائت إن لبنان معني بوضع مزارع شبعا "وديعة" لدى الأمم المتحدة.
بعد حرب لبنان الثانية بدأ الكلام على ترسيم الحدود بين سورية ولبنان، بما في ذلك منطقة مزارع شبعا. ومنذ ذلك الوقت كان موقف إسرائيل يقوم على عدم البحث في السيادة على المنطقة قبل أن يحدد نهائياً أين يمر خط الحدود بين سورية ولبنان.
وأبلغ ديوان رئيس الحكومة أمس إلى صحيفة "هآرتس" أنه "لا يوجد تغيير في موقف إسرائيل من هذا الموضوع. يجب إنهاء ترسيم الحدود أولاً". وكان مسؤولون كبار في وزارة الخارجية قالوا لمدير مكتب موراتينوس الذي قدم إلى إسرائيل في الأسبوع الفائت إنه يجب عدم البدء بمحادثات بشأن شبعا "على حسابنا"، وإن انسحاب إسرائيل من المنطقة الآن سيضر بالمصالح الإسرائيلية وسيشكل "جائزة" لحزب الله.
ويسود القدس غضب من عدم قيام إسبانيا بإطلاع إسرائيل على الرسالة التي أرسلها موراتينوس. وقد علم دبلوماسيون إسرائيليون مضمونها مصادفة، خلال محادثات أجروها في الأمم المتحدة. ومن شأن الرسالة أن تزيد التوتر بين إسرائيل وإسبانيا الذي نشأ من جراء اجتماع موراتينوس إلى نائب الأمين العام لحزب الله نعيم قاسم خلال الشهر الفائت.
وكان خبير الخرائط المنتدب من الأمم المتحدة، الذي يعمل على ترسيم حدود مزارع شبعا، زار إسرائيل قبل نحو أسبوعين. ومن المفترض أن تنشر الأمم المتحدة في نهاية تشرين الأول/ أكتوبر تقريراً جديداً عن الوضع بين إسرائيل ولبنان، وسيحتوي التقرير استنتاجات خبير الخرائط. وتخشى إسرائيل أن يثير التقرير النقاش في مسألة السيادة على مزارع شبعا مجدداً.