•في ظل العلاقات الوثيقة بين الولايات المتحدة وإسرائيل ليس في إمكان إسرائيل أن ترفض دعوة الرئيس جورج بوش للإسهام في المؤتمر الإقليمي المقرر أن يعقد في واشنطن في تشرين الثاني/ نوفمبر، لكن عليها أن توضح للإدارة الأميركية خشيتها من مؤتمر كهذا، إذ ربما تجد إسرائيل نفسها معزولة فيه، بينما تقف الدول العربية المشتركة ضدها وتطالبها بأن تلتزم إقامة دولة فلسطينية وتنفيذ سائر طلبات السلطة الفلسطينية.
•أثبتت المحادثات التي جرت مع أبو مازن أن الفلسطينيين متمسكون بمطالبهم مثلما صاغها رئيس السلطة الفلسطينية قبل فترة وجيزة بقوله: لم يحصل تغيير في الإجماع الفلسطيني الذي ينص على إقامة دولة فلسطينية في جميع المناطق المحتلة في العام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية وإيجاد حل عادل لمشكلة اللاجئين بحسب قرار الأمم المتحدة رقم 194.
•من الصعب الافتراض بأن رئيس السلطة الفلسطينية يمكنه أن يكون مرناً، حتى لو رغب في ذلك. ولا يوجد إثبات على رغبته هذه بسبب سلوكه الواهن في مقابل خصومه من حماس وسائر المنظمات الإرهابية وبسبب مكانته المهتزة التي جعلته لا يحظى بتأييد ملموس حتى في الضفة الغربية.
•من الأفضل أن تقرّ الولايات المتحدة بالواقع، وهو أن ليس في إمكان حكومة أبو مازن الضعيفة، على الرغم من استعداد إسرائيل لدفع عملية السلام قدماً، أن تجري مفاوضات تستند إلى تنازلات متبادلة لأنها عرضة لتهديدات عناصر فلسطينية متطرفة. في هذه الأحوال يجدر بالولايات المتحدة أن تدرس هل أن هناك أصلاً جدوى من عقد مؤتمر في هذا الوقت.