•منذ نهاية الأسبوع الفائت، تشهد وسائل الإعلام الإسرائيلية سباقاً غريباً بشأن تفسير ماذا حدث أو لم يحدث في شمال سورية ليلة الأربعاء. إن الأهم من ذلك هو السؤال: ما هي الفرضيات الأساسية التي تجري اللعبة المعقدة والخطرة جداً بيننا وبين السوريين في ظلها منذ عام، وما هو الوضع المحتمل الذي يمكن أن تنتهي إليه؟
•تقف سورية أمام مفترق طرق. فحاكمها، الذي يُنظر إليه عندنا على أنه شاب عديم التجربة، على الرغم من أنه منذ يوم توليه كرسي الحكم تغير ثلاثة رؤساء حكومة في إسرائيل، يواجه على ما يبدو صعوبة في أن يجد طريق الخروج من الفخ، وفي أن يقرر إلى أية جهة ينتمي من طرفي خط الانقسام العالمي.
•إن أي تطور محتمل ينطوي على دلالات هائلة، سواء أكان حرباً من شأنها أن تؤدي إلى سقوط النظام السوري وإلى إصابة الجبهة الداخلية الإسرائيلية بضرر كبير، أم مفاوضات جادة بشأن تسوية سلمية. صحيح أن بشار الأسد ليس رصيداً إسرائيلياً، لكن ينبغي حتى للذي يؤمن بأن الأسد سيُهزَم في المواجهة بين الطرفين أن يسأل نفسه: ما هي الهزيمة التي نرغب في أن يمنى بشار الأسد بها؟ خلافاً للولايات المتحدة، ليس في وسع إسرائيل أن تجيز لنفسها إجراء تجارب في الشرق الأوسط قد تنجح أو لا تنجح، لأن الثمن الذي سندفعه سيكون باهظاً جداً.