أولمرت رجل العام على رغم إصابته بوصمة لا يمكن محوها
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

•صدقوا أو لا تصدقوا، بعد كل ما مرّ علينا في حرب لبنان، تعتقد أغلبية الجمهور أن إسرائيل هي دولة يطيب العيش فيها، بحسب استطلاع الرأي الذي أجرته مينا تسيمح، ونشر في نهاية الأسبوع الفائت في صحيفة "يديعوت أحرونوت". وإلى جانب هذا المعطى الوطني، برز حصول رئيس الحكومة إيهود أولمرت على علامة متدنية بصفته زعيماً للدولة.

•على الرغم من أن أولمرت يقوم، منذ الفشل في حرب لبنان، بتنفيذ الأشياء الصحيحة باعتباره رئيساً للحكومة، فإن أغلبية الجمهور لم تتحرر بعد من صدمة قراره بشأن شن الحرب في السياق الذي اندلعت فيه من دون أن يكون الجيش مستعداً لها.

•إن أولمرت يذكّرنا بليفي أشكول [رئيس الحكومة الإسرائيلية الأسبق]. فكلاهما حل محل أحد كبار زعماء إسرائيل من دون أن يكون مستعداً لذلك. أشكول حل محل دافيد بن ـ غوريون، وحل أولمرت محل أريئيل شارون. وقد شغل أشكول، الذي كان وزيراً للمالية في معظم الوقت، منصب وزير الدفاع أيضاً عندما دخلت مصر إلى سيناء، وأغلقت المضائق كتحدٍ حربي واضح لإسرائيل. وعلى الرغم من أن الجيش الإسرائيلي آنذاك كان في أفضل حالاته، وكان في حيازته خطط حربية محكمة فإن أشكول تردد واستنزف جيش الاحتياط من خلال الانتظار أسابيع طويلة. وحالفه الحظ عندما اضطرته المؤسسة السياسية وقادة الجيش إلى التخلي عن منصبه في وزارة الدفاع لمصلحة موشيه ديان. أما أولمرت فقد ذهب إلى حرب مع رئيس حالم لهيئة الأركان العامة [دان حالوتس] اعتقد أنه يمكن القضاء على حزب الله بضربة جوية، ومع وزير دفاع لم يفهم شيئاً في شؤون الأمن والجيش ومن دون أن تكون في حيازة الجيش خطط تحقق الانتصار على أرض العدو.

•إن هذا الأمر ما كان ليحدث مع شارون، الذي كان يعلم جيداً حدود الجيش الذي خلفه شاؤول موفاز وموشيه يعلون وراءهما، وكان لتعيينه دان حالوتس هدف واحد ووحيد هو إخلاء مستوطنات غوش قطيف.

 

•سيعتبر أولمرت رجل العام، إذا أخذنا في الحسبان تدني منسوب العداء له في وسائل الإعلام، والائتلاف القوي الذي أقامه مع إيهود باراك والمبني على ردع معظم أعضاء الكنيست عن المجازفة في انتخابات مبكرة، إذا أخذنا في الاعتبار أن لجنة فينوغراد فقدت زخمها. وعلى وجه الدقة فإن أولمرت هو رجل العام الذي بقي على الرغم من الوصمة التي لا يمكن محوها.