الزيادة الطبيعية الكبيرة للحريديم تهدد الطابع المنفتح والعصري لدولة إسرائيل
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

•يبلغ عدد سكان القطاع الحريدي قرابة المليون نسمة مع معدل مذهل للزيادة الطبيعية يبلغ نحو 7 ولادات للأم الواحدة، بما يفوق ضعفي المعدل اليهودي القطري.

•بفضل حضور هذا القطاع ونشاطه بدأ يحتل أجزاء من المجتمع الإسرائيلي ومن حيز الحياة العامة، فقد تحولت مدن وأحياء إلى معاقل للحريديم من ناحية شكلها الخارجي، وثقافة الشارع، وعبر تعليم الأولاد والتأثير العام.

في هذه الأثناء لم تنشأ علاقة عاطفية تربط الحريديم بدولة إسرائيل ورؤياها وأمنها وإنجازاتها ومشكلاتها وحاجاتها.

•إن نحو ثلث الأولاد اليهود في الصف الأول والثاني يأتون من القطاع الحريدي ومن حزب شاس. ومن شأن ذلك أن تكون له انعكاسات ديمغرافية وثقافية وسياسية بعيدة الأمد، فمعدل التصويت في القطاع الحريدي المحلي أو على وجه العموم أعلى بكثير من المعدل القطري.

•يشكل الحريديم في القدس نحو ثلث سكان المدينة أو أكثر. وهم يشكلون نحو 20% من سكان أشدود، ويسيطر الحريديم مع شاس سيطرة كاملة على بيت شيمش. وثمة نماذج أخرى تدل على هذا التوجه الواضح في مختلف أنحاء الدولة في عراد ونتيفوت وطبريا وصفد وغيرها. وفي أماكن كثيرة تتخذ تدابير معينة من أجل تلبية مطالب الحريديم مثل إغلاق الطرقات يوم السبت وتطبيق النمط الحريدي على الأنشطة في المراكز العامة، ووضع برامج تعليمية خاصة بهم في الكليات. وتتوقع التقديرات أن يشكل الحريديم 40% من سكان الدولة خلال عشر سنوات.

•في المقابل، يرفض الحريديم تبني الدولة، فهم لا يقومون بالخدمة العسكرية في الجيش، ولا يدفعون الضرائب، ويسخرون من الروح الصهيونية ومن قيم النهضة الوطنية، ولا يساهمون في تنمية الاقتصاد المتطور وفي المجتمع النابض بالحياة في إسرائيل.

•لقد اختار الحريديم أن يكونوا عنصراً غريباً في الواقع الإسرائيلي، وأن يشكلوا جمهوراً منفصلاً ومتكبراً، والأخطر من ذلك هم يشكلون خطراً على استمرار وجود الدولة كياناً منفتحاً تعددياً عصرياً إسرائيلياً محباً للحياة. ويخوض الحريديم نضالاً هدفه السيطرة على المجتمع كله وفرض طابعهم على الحياة كلها في إسرائيل.

•إن المطلوب بصورة عاجلة المبادرة إلى إحداث تغيير حاد وشامل في مجالات الدعاية والتمويل وفي قطاعات الإسكان والضرائب والتعليم والرفاه والسلطات المحلية وفي السياسة الوطنية، وإعطاء الأفضلية للأشخاص الذين خدموا في الجيش الإسرائيلي. ويجب أن نضع حداً لقوائم المعفون من الخدمة العسكرية، وللامتيازات والتخفيضات التي يحصل عليها الحريديم من الدولة.

•كما يجب اتخاذ خطوات صارمة حيال الحريديم من خلال تصعيب نمط حياتهم، وإغراق القطاع الحريدي برموز صهيونية وإسرائيلية وتلك التي تخص الجيش، وتشجيع اليهود في الخارج من غير القطاع الحريدي على الهجرة إلى إسرائيل.

 

في ضوء التوجهات والخطوات المشار إليها اعلاه، من المنتظر أن يطرأ سيناريوان على نمط الحياة الإسرائيلية إذا لم تتغير مواجهة التحدي الذي تمثله الزيادة الطبيعية الحريدية. السيناريو الأول هو حدوث عنف بين الحريديم وعموم السكان إلى حد الحرب الأهلية؛ أما السيناريو الثاني فهو نزوح متسارع عن البلد سيكون من بين أسبابه الهيمنة الحريدية الآخذة في الاتساع.