لم يظهر الرئيس المصري حسني مبارك أمام الجمهور منذ أسبوعين. لقد اختفى من شاشات التلفزة وغاب عن الأحداث العامة. وشغلت وسائل الإعلام في مصر باللغز الذي يكتنف وضعه. وتتابع إسرائيل التطورات بقلق، وتخشى أن تؤدي زعزعة النظام في مصر إلى انقلاب يأتي بالإسلام المتطرف إلى الحكم في الدولة الجارة.
ورفضت جهات رفيعة المستوى في إسرائيل أمس التطرق إلى التقارير والتكهنات المتعلقة باحتمال وقوع خلل في أداء الرئيس مبارك. لكن مما لا شك فيه أن التقارير أثارت مجدداً الخشية من حدوث تغيّر في السلطة، أو من تغييرات جذرية في جدول أعمال السلطة الحالية في مصر.
وقال مصدر سياسي رفيع المستوى: "إن الحكم المصري الحالي يعمل بشكل محدود للغاية ضد الإخوان المسلمين ومظاهر التطرف بشكل عام. ومن شأن أي هزة تزعزع الاستقرار الحالي للنظام أن تؤدي إلى إقامة دولة إسلامية سنية متطرفة، تشبه كثيراً من ناحية مواقفها وجدول أعمالها الإسلام الشيعي المتطرف في إيران".
وقال مصدر إسرائيلي: "من ناحية استخبارية، التقدير الإسرائيلي هو أن التوازن الاستراتيجي في الشرق الأوسط سيستمر ما دام مبارك ورجال حكمه مستمرون في مناصبهم. إن هزات مثل غياب مبارك هي أمر خطير لإسرائيل من نواح عدة".