هل سيوافق أوباما على اتفاق نووي سيئ مع إيران؟
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

•في أيار/مايو 2013 طالب مجلس الشيوخ الأميركي بأغلبية ساحقة (99- مقابل صفر) بتشديد العقوبات على نظام آيات الله في طهران. وما حدث بعد ذلك معروف. فبعد مرور ستة أشهر وفي تشرين الأول/نوفمبر من تلك السنة، جرى في فيينا توقيع اتفاق موقت بين نظام الملالي والدول العظمى، وكان من المفترض أن يؤدي ذلك إلى اتفاق دائم قبل 24 تشرين الثاني/نوفمبر من هذه السنة.

•ليس هناك ما يضمن أن اتفاقاً سيوقع، وعلى الأرجح سنشهد تمديداً جديداً للمفاوضات. لكن لا شيء يضمن أيضاً أن نصل في نهاية الأمر إلى ما وصفته صحيفة "نيويورك تايمز" بالأمس إلى واقع "تجمّد" فيه العقوبات ضد إيران، بينما هي تحتفظ بآلاف مفاعلات الطرد المركزي (تتحدث التقديرات عن 5000 من أصل 9000 تملكها اليوم). بيد أن النقطة الأكثر أهمية التي وردت في تقرير الصحيفة هي أن الكونغرس الأميركي وهو الجهة المسؤولة والعاقلة في هذه المسألة، سيحيّد وسيكون خارج الصورة. كل هذا من أجل أن ينجح الرئيس أوباما في التوصل إلى أهم اتفاق له في مجال سياسته الخارجية، اتفاق بأي ثمن حتى لو كان اتفاقاً سيئاً.

•من المهم أن نفهم أنه في المسألة الإيرانية أوباما يفكر أيضاً... بأوباما. فهو لا يريد قنبلة إيرانية ولا قصف إسرائيلي [للمنشآت النووية] قبل انتهاء ولايته المنتظر بعد عامين. وفي الواقع، فإن انتخابات الكونغرس في مطلع تشرين الثاني/نوفمبر قد تحوله، هذا إذا لم تحدث مفاجأة كبيرة، إلى "بطة عرجاء". والخوف من كونغرس يسيطر عليه الجمهوريون قد يدفعه نحو اتفاق سيئ. وبالأمس كتبت "واشنطن بوست" أن "الإدارة الأميركية اليوم تسعى إلى اتفاق سيئ". كذلك أنهت صحيفة "نيويورك تايمز" مقالها في هذا الشأن بأن لا شيء يضمن ألا تخفي إيران عن الغرب برنامجاً [نووياً] رابعاً مثلما أخفت ثلاثة برامج أخرى في العقد الأخير، وفق ما قاله مصدر استخباراتي رفيع.

•لقد اعترف وزير الخارجية الإيراني محمد ظريف في مقابلة أجرتها معه وسائل الإعلام في بلاده في الصيف الماضي بأن أوباما سيواجه مصاعب كبيرة مع الكونغرس من أجل الحصول على موافقته على اتفاق مع الإيرانيين. ويبدو أن الإيرانيين فهموا بصورة جيدة المزاج في الولايات المتحدة، وعندما يقوم أوباما بتحييد الكونغرس فإنه بذلك يساعد الإيرانيين.

•وحتى الآن، ماذا لدينا في الأفق: عودة إيران إلى المجتمع الدولي وترميم اقتصادها، ونقل اليوارنيوم المخصب إلى روسيا بعد أن تحتفظ، مثلما فعل الأسد، بجزء صغير منه، لكنها بصورة أساسية ستحتفظ بمفاعلات الطرد المركزي التي تستطيع أن تعاود عملها خلال يوم واحد. 

 

•في الفترة الأخيرة، اعترف الرئيس أوباما بأن أجهزة الاستخبارات الأميركية لم تقدّر بصورة صحيحة خطر داعش، فهل هو مستعد للمجازفة بتقدير آخر غير صحيح بشأن المسألة النووية الإيرانية، أو باتفاق سيئ؟