هل تسعى إيران إلى تسخين منطقة الحدود بين إسرائيل ولبنان من أجل فك عزلتها؟
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف

•لا شك في أن تفجير العبوة الناسفة بالقرب من مزارع شبعا أمس (الثلاثاء) وإسراع حزب الله إلى إعلان تحمله المسؤولية عن هذا التفجير، يطرحان السؤال: لماذا قرّر هذا الحزب الآن عرض نفسه مدافعاً عن سكان لبنان باسم المقاومة؟.

•وبغض النظر عن الحجة التي لجأ إليها حزب الله لتنفيذ هذه العملية، فإن الهدف الأبعد منها هو المساس بإسرائيل. ولدى هذا الحزب الكثير من الأسباب التي تدعوه إلى ذلك، ومنها مثلاً الانتقام من إسرائيل لقيامها بقتل حسن اللقيس في بيروت في بداية سنة 2013. 

•حتى الآن كانت الأوساط الرسمية في إسرائيل تؤكد أن حزب الله مشغول حتى عنقه بالحرب الأهلية الدائرة في سورية، ولذا من غير المنطقي أن يفتح جبهة عسكرية ضد إسرائيل. وما يزال حزب الله مشغولاً بهذه الحرب الأهلية، الأمر الذي يثير تساؤلات حول دوافع وتوقيت قيامه بمثل هذه العملية وتحمله المسؤولية عنها.

•إن حزب الله ذراع أمامية لإيران. وبناء على ذلك، فإن السؤال الذي يجب طرحه هو: هل ثمة مصلحة لطهران الآن في اندلاع مواجهة عسكرية بين حزب الله وإسرائيل؟

•بغية الإجابة عن هذا السؤال، لا بُد من أن نأخذ في الاعتبار أن إيران تعاني في الوقت الحالي عزلة سياسية كبيرة، فالولايات المتحدة ترفض إشراكها في الائتلاف الدولي الذي يحارب تنظيم "داعش"، والمفاوضات الجارية بينها وبين مجموعة الدول 5+1 حول برنامجها النووي تسير ببطء شديد ولا يمكن لطهران أن تقدّم التنازلات التي يطالب الغرب بها، كما أن مصر وتركيا بدأتا استعادة دورهما الإقليمي في منطقة الشرق الأوسط وواشنطن تلهث وراءهما. فهل هذا ما يدفع طهران نحو تسخين الوضع في منطقة الحدود بين إسرائيل ولبنان بواسطة حزب الله؟ وهل تحاول طهران أن تعود إلى مركز الأحداث الإقليمية من خلال إثارة التوتر في هذه المنطقة ثم العمل على تهدئته؟ لا نملك أي إجابة عن هذه التساؤلات، لكن ذلك كله يلزم إسرائيل أن تكون في أقصى درجات الحذر والجهوزية.

 

•كما أنه يتعيّن على إسرائيل أن تحمّل الحكومة اللبنانية المسؤولية الكاملة عن عملية يوم أمس، وأن تطلب من مجلس الأمن الدولي إعادة الهدوء والأمن إلى منطقة الحدود مع لبنان. في الوقت عينه على إسرائيل أن ترد بقسوة على أي مساس بسيادتها كي يكون بإمكانها أن تستعيد قوة الردع وتحول دون أي تصعيد أو حرب استنزاف.