قمة الرياض ليست نتاج حرب لبنان بل رد على تدخل إيران في العالم العربي الشرق الأوسط عامة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•من يرغب في تفحص التغيير الذي طرأ على موقف العالم العربي من إسرائيل في وسعه أن يقارن بين قرارات مؤتمر قمة الخرطوم سنة 1967 وبين قرارات قمة الرياض. في الخرطوم قرروا أنه "لا سلام ولا مفاوضات ولا اعتراف بإسرائيل". وقد مرت على العالم العربي 40 عاماً، شملت حروباً طاحنة، حتى اتخذ قرارات قمة الرياض التي تنطوي على اعتراف واضح بإسرائيل، وعلى دعوة إلى السلام والتطبيع، وعلى استعداد للمفاوضات.

•صحيح أن الشروط التي وضعها العرب صعبة جداً، لكن الدول العربية التي تقود هذه العملية تدرك جيداً أن إسرائيل لن تقبل عودة اللاجئين الفلسطينيين إلى أراضيها.

•لم تكن نتائج حرب لبنان هي التي أدت إلى قرارات قمة الرياض. إن ما حفز السعودية هو التدخل الإيراني المتعاظم في العالم العربي وفي الشرق الأوسط عامة، والذي انعكس في هذه الحرب أيضاً. وبمرور السنين حلّت السعودية محل مصر كزعيمة رائدة في العالم العربي.

•خلافاً لتهرّب إسرائيل من المبادرة السعودية في قمة بيروت سنة 2002، فقد رد رئيس الحكومة، إيهود أولمرت، هذه المرة عليها بتصريح إيجابي. وبهذا خطا أولمرت خطوة مهمة. وقد اقترح مفاوضات في شأن المبادرة السعودية من دون أن يدخل في التفصيلات، وقال إنه مستعد لأن يفاجئ في تنازلاته. لقد فهم أولمرت أن رفض المبادرة سيخلق صورة سيئة لإسرائيل على الصعيد الدولي.

•إسرائيل تدخل في دهليز يحتوي على فرص كبيرة، وكذلك على أخطار شديدة. ويفترض أن تتم الخطوة في الوقت الذي ستنسحب الولايات المتحدة من العراق، بينما تواصل إيران السعي لامتلاك السلاح النووي. ومن أجل أن تنجح إسرائيل في هذه الخطوة فإنها بحاجة إلى قيادة استثنائية تنهج سياسة حكيمة وشجاعة. لكن حتى الآن لم يتم عقد أي بحث جاد في العناصر كافة المرتبطة بهذا الموضوع.

 

•ستضطر القيادة الإسرائيلية إلى العمل على عدة جبهات في الوقت نفسه، فهناك جبهة مع السعودية والدول العربية المعتدلة، وأخرى مع سورية، وثالثة مع الفلسطينيين، ورابعة مع إيران وأتباعها. كما أن هناك الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وفيها، من جهة، الأقلية العربية التي تنادي بتغيير طابع دولة إسرائيل وهويتها كدولة يهودية وديمقراطية، ومن جهة أخرى، هناك المستوطنون الذين بدأوا يثورون كما تدل على ذلك تظاهرتهم في مستوطنة "حومش".