من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•هناك عدد من الأسئلة المهمة والاستراتيجية التي قد نحصل على الإجابة عنها في المستقبل البعيد، من بينها: هل حققت إسرائيل الردع ونجحت في كيّ الوعي الفلسطيني؟ وهل نجحت في إخضاع تنظيمات الإرهاب؟ وهل تدمير غزة والقتل الجماعي للمدنيين ومئات آلاف اللاجئين واغتيال المسؤولين الكبار في "حماس" سيدفع بالذين سيحلون محلهم في القيادة إلى التفكير مرتين أو ثلاث مرات قبل الجولة الثانية مثلما جرى لحزب الله في 2006؟
•في الوقت الذي نعيش فيه كل يوم بيومه، فإن صورة الوضع التي تمليها الرواية العامة – السياسية، كئيبة وثقيلة الوطأة ومرّة. فخلال خمسين يوماً من القتال الذي انتهى بالأمس، لم تملك إسرائيل زمام المبادرة ولم تقد ولم تفرض شيئاً (باستثناء اغتيال قادة حماس ربما بينهم محمد ضيف). في معظم الأحيان، انجرّت وردّت على "حماس".
•إن النقطة المثالية للخروج من المعركة كانت بعدما انتهت معالجة الأنفاق. لكن الطرف الثاني لم يبد تعاوناً، واكتشفت إسرائيل أنها لا تملك استراتيجية لمواصلة القتال. هرب سكان الجنوب من منازلهم، وخضع مطار بن غوريون للتهديد، وجرى استهداف تل أبيب رمز الحصانة والقوة الإسرائيلية، مرات عدة، وجرى القضاء على العطلة الكبرى، وتراجعت السياحة، ويلعق الاقتصاد جراحه، وقُتل نحو 71 شخصاً بينهم عشرات الجنود الشبان وطفل. وبقيت "حماس" صامدة وها هي تنظم الاحتفالات بانتصارها المزعوم، وتستعد للتفاوض على مطالبها. هذا ما تراه وتشعر به أغلبية الجمهور في إسرائيل، ولا يهمها على الإطلاق الألم والمعاناة والضرر الذي لحق بالقطاع. لذا فالإسرائيلي العاقل سيجد صعوبة في تصديق صيغة "نحن انتصرنا" التي سيرددها الناطقون باسم الحكومة على مسامعنا من الصباح حتى المساء. وفي الواقع يكشف التراجع، حتى لا نقول الانهيار، في نسبة التأييد لرئيس الحكومة، عدم استعداد الجمهور الإسرائيلي لتبني الرواية التي يسعى نتنياهو إلى غرسها في نفوسهم. وتنتشر هذه الأجواء بصورة خاصة وسط قاعدته الانتخابية وفي أوساط اليمين، مما سيشكل بالنسبة إليه تحدياً سياسياً كبيراً.
•ليست غزة وحدها بحاجة إلى إعادة إعمار من جديد، بل أيضاً صورة نتنياهو التي جرى العمل عليها لعشرات السنين بوصفه "رجل الحرب على الإرهاب"، والشخص الذي سيقضي على "حماس" ويجعلها تركع على ركبتيها عندما تعطى له الفرصة للقيام بذلك. صحيح أن "حماس" تلقت ضربة قاسية، لكنها لم تدمر ولم يجر القضاء عليها لأن نتنياهو ووزير الدفاع يعلون استبعدا منذ البداية أي إمكانية لغزو بري واسع النطاق لغزة واحتلالها. وأدى هذا القرار إلى تأكل مكانتهما السياسية، لكنه حفظ حياة مئات الجنود.
•لقد انتهت المعركة العسكرية، والآن سيبدأ السياسيون بالكلام. سيبقى وزراء اليمين وخاصة زعيما حزبي البيت اليهودي وإسرائيل بيتنا، نفتالي بينت وأفيغدور ليبرمان، في الحكومة ما كان ذلك يخدمهم، وسوف يستغلون مناصبهم من أجل إطلاق الانتقادات ضد نتنياهو. وفي الانتخابات المقبلة من المنتظر أن ينسخوا شعاراته الانتخابية والشعارات التي رفعها الليكود في 2006 و2009 وأن يستخدموها في الطريق إلى صناديق الاقتراع.
•ثمة مشكلة أخرى قد يصادفها نتنياهو وهي خسارة الاحترام والتقدير للزعيم. لقد واجه أولمرت ذلك في نهاية حرب لبنان الثانية. فقد أدار له الجمهور ظهره وتعامل معه كأنه خرقة بالية. لكن أولمرت الخبير في العلاقات الإنسانية كانت له صداقات كثيرة في قيادة الجهاز السياسي. وهؤلاء عاملوه باحترام ولم يطيحوا به ولم يتخلوا عنه، وواحد من هؤلاء كان أفيغدور ليبرمان نفسه الذي انضم بعد الحرب مع حزبه إلى حكومته العرجاء ومنحها الحياة من جديد.
•ليس لدى نتنياهو حكومة أخرى (على الرغم من أن حزب شاس برئاسة آرييه درعي ينتظر بفارغ الصبر الدخول إلى الحكومة)، وليس هناك ما يدفعه اليوم إلى الاسراع في تقديم موعد الانتخابات والمخاطرة بمواجهة صعبة داخل حزبه. إنه بحاجة إلى وقت لترميم صورته وإعادة بنائها.