قال رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو إن الوفد الإسرائيلي الذي يجري محادثات غير مباشرة في العاصمة المصرية القاهرة مع وفد فلسطيني يضم جميع الفصائل الفلسطينية من أجل التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار طويل الأمد في قطاع غزة، يعمل منذ اليوم الأول وفقاً لتعليمات واضحة جداً من الحكومة الإسرائيلية تقضي بالإصرار بصورة حازمة على تلبية الحاجات الأمنية لدولة إسرائيل.
وجاءت أقوال نتنياهو هذه في تصريحات أدلى بها إلى وسائل إعلام في مستهل الاجتماع الذي عقدته الحكومة الإسرائيلية أمس (الأحد)، وأكد فيها أيضاً أن إسرائيل ما زالت في ذروة حملة عسكرية وسياسية من أجل إعادة الهدوء إلى المنطقة الجنوبية وسكان إسرائيل عامة، وأنه فقط إذا ما تمت تلبية حاجات إسرائيل الأمنية ستوافق الحكومة على التوصل إلى تفاهمات مع الجانب الفلسطيني.
وأضاف رئيس الحكومة أن حركة "حماس" تلقت خلال عملية "الجرف الصامد" العسكرية التي يقوم الجيش الإسرائيلي بشنها في قطاع غزة منذ يوم 8 تموز/ يوليو الفائت، ضربة عسكرية قاسية، مشيراً إلى أن الجيش قام بتدمير الأنفاق التي حفرتها هذه الحركة على مدى أعوام طويلة، واستهدف المئات من الناشطين "الإرهابيين"، واعترض الصواريخ التي جمعتها "حماس" من أجل شن آلاف الهجمات القاتلة على الجبهة الداخلية الإسرائيلية، وأحبط العمليات "الإرهابية" التي حاولت هذه الحركة شنها بحراً وجواً وبراً على المواطنين الإسرائيليين.
وقال نتنياهو: "إذا ما اعتقدت حماس أنها ستغطي على خسارتها العسكرية الفادحـة بإنجازات سياسية فإنها ترتكب خطأ. وإذا ما اعتقدت أنه من خلال مواصلة إطلاق الصواريخ بشكل متقطع ستدفع إسرائيل إلى تقديم تنازلات فإنها ترتكب خطأ. وما دام الهدوء غير متوفر، فإن حماس ستتكبّد مزيداً من الضربات القاسية جداً. وإذا ما اعتقدت أننا لا نستطيع تحمّل ذلك لفترة طويلة فإنها ترتكب خطأ".
وشدّد رئيس الحكومة على أنه في منطقة الشرق الأوسط الهائجة وغير المستقرة التي تعيش إسرائيل فيها، فإن امتلاك مزيد من القوة لا يكفي بل يجب أيضاً التحلي بالعزيمة والصبر. وأشار إلى أن "حماس" تعلم أن إسرائيل تمتلك قوة كبيرة لكن ربما تعتقد أنه ليس لديها عزيمة وصبر بشكل كافٍ، وفي هذا المجال أيضاً فإن "حماس" ترتكب خطأ كبيراً آخر.
وقال نتنياهو إن شعب إسرائيل قوي وصاحب عزيمة، وقد انعكس ذلك خلال الأسابيع الأخيرة عبر مشاهد مدهشة من القوة والمتانة في صفوف الجنود والمدنيين على حد سواء، وشدّد على ضرورة مواصلة الوقوف معا أقوياء ومتلاحمين حتى تحقيق الهدف الرئيسي للعملية العسكرية الإسرائيلية وهو إعادة الهدوء والأمن إلى جميع المواطنين الإسرائيليين.
وقدّم كل من رئيس الحكومة ووزير الدفاع موشيه يعلون، ورئيس مجلس الأمن القومي في ديوان رئيس الحكومة يوسي كوهين، تقارير إلى اجتماع الحكومة حول وقائع عملية "الجرف الصامد" والاتصالات الجارية في القاهرة سعياً لتحقيق تسوية سياسية.