استخدام تدبير "هنيبعل" لمنع وقوع جندي في الأسر جريمة أخلاقية لا تحترم حياة الفرد
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف

•يستحق الملازم سيغن إيتان الذي دخل نفق "حماس" محاولاً إنقاذ هدار غولدِن، الثناء على الرغم من عصيانه الأوامر. فمن خلال عمله الشجاع طبق القاعدة الأخلاقية التي تربت عليها أجيال عديدة من المقاتلين والتي تقضي بعدم التخلي عن جنودنا.

•وتختلف عن هذا جذرياً العملية المشتركة التي قام بها الجيش الإسرائيلي في رفح من أجل الغاية نفسها، ولكن من خلال تطبيق "بروتوكول هنيبعل" وكان هدفها منع وقوع الضابط المختطف في الأسر حتى لو كان الثمن تعريض حياته إلى خطر حقيقي، وهذا ما لم تكذبه أطراف عسكرية أو سياسية.

•لقد أجرى البروفسور أسا كاشر مقابلات عديدة في وسائل إعلام عبّر فيها عن احتجاجه الحاد على تطبيق بروتوكول هنيبعل لمنع الخطف بأيّ ثمن. واستناداً إليه، صحيح أن البروتوكول وُضع لمحاولة منع الخطف، لكن يجب ألا يكون الثمن تعريض حياة المختطف لخطر حقيقي. وفي رأيه أن العكس يجب أن يكون صحيحاً، فجندي مختطف أفضل من جندي ميت. والسماح من خلال استخدام هذا البروتوكول باحتمال قتل الجندي المختطف، معناه أن الهدف هو تسهيل المفاوضات بالنسبة إلى الطاقم السياسي في المستقبل. وهذا أمر مغلوط مغلوط وغير أخلاقي.

•إن المغزى الفعلي لهذا البروتوكول الذي يرى أنه يجب استخدام جميع الوسائل لإحباط الخطف حتى لو تطلب الأمر تعريض حياة جندي للخطر، يشكل خرقاً للثقة حيال الجندي وعائلته، وتنكراً من جانب الدولة لواجبها ببذل كل شيء من أجل إعادة المقاتلين إلى وطنهم. ليس هناك أهل يفضلون موت ولدهم على وقوعه في الأسر. من هنا، فإن محاولة منع الأسر بثمن تعريض حياة المقاتلين للخطر جريمة أخلاقية تنبع من وجهة نظر فاشية تعطي الأولوية للدولة على الفرد. وهذا الفرد المستعد لأن يعرض حياته للخطر دفاعاً عن الدولة، يفعل ذلك وهو يعلم أن الدولة ستفعل كل ما في وسعها لإعادته حياً، وأنها لن توجه سلاحها نحوه.

•إن اليمين المتطرف لم يصل إلى سدة الحكم بعد، لكن مما لا شك فيه أن رؤيته الفاشية للعالم استقرت في أفئدة كثيرين. والمجتمع الإسرائيلي يتطرف بسرعة، وظواهر العنصرية، وكم الأفواه والعنف الموجه ضد العرب واليساريين، والتحريض وإقصاء الأقليات، أصبحت أموراً روتينية. إن هذا كله لا يحدث من فراغ، والخطاب السائد اليوم في إسرائيل هو خطاب أشخاص رؤيتهم الشاملة قومية متطرفة، لكن المسؤولية على ما يقع هي أولاً وقبل كل شيء يتحملها رئيس الحكومة، بنيامين نتنياهو.

 

 

 

المزيد ضمن العدد 1951