•وصلت الجهود المبذولة للتوصل إلى وقف للنار في غزة إلى منعطف حاسم اليوم. إذ يتعين على "حماس" وإسرائيل أن تقررا ما إذا كانتا ستوافقان على المبادرة الدولية لوقف نار إنساني لمدة أسبوع.
•فإذا جرى تبني الاقتراح، سيصار إلى "تجميد الوضع". وسيبقى الجيش الإسرائيلي في المواقع التي استولى عليها من دون تعميق القتال ضد "حماس" التي ستضطر من جهتها، إلى وقف لإطلاق الصواريخ ولعملياتها العسكرية في القطاع. ومن المنتظر خلال أيام الهدنة أن يجتمع الطرفان في القاهرة للبحث في مطالبهما المتبادلة: مطالب "حماس" بفتح معبر رفح ودفع الرواتب (وإقامة مرفأ ومطار في غزة)، ومطلب إسرائيل نزع السلاح من غزة وضمانات تمنع إعادة تسلح "حماس" وحفرها للأنفاق نحو أراضي إسرائيل.
•ومن المنتظر أن تكون مشكلة الأنفاق المسألة الوحيدة المستثناة خلال الهدنة الإنسانية، إذ ستطالب إسرائيل بأن تستمر معالجة الأنفاق حتى خلال أيام الهدنة من أجل تدميرها بصورة كاملة. يدعم الأميركيون الذين يقومون بمساعي الهدنة، المطلب الإسرائيلي، وهم يعرضون على "حماس" بعض المسكنات مثل تعهدهم البحث بمطالب الحركة المدنية والاقتصادية خلال الهدنة وبعدها. وبالنسبة لـ"حماس"، فإن الأمر مغر جداً، لأن ذلك لا يعني فقط احتمال الرفع الجزئي للحصار عن غزة، بل أيضاً علاقة رسمية مع الولايات المتحدة.
•حتى الآن ترفض إسرائيل الموافقة على اقتراح الهدنة رسمياً وتنتظر أولاً رد "حماس". لكن من المحتمل جداً أن يكون رد القدس إيجابياً (مثلما كان حتى الآن حيال جميع الاقتراحات التي تناولت وقف النار). لكن الذي يعرقل التوصل إلى اتفاق حالياً هو خالد مشعل، الذي من خلال خطابه أمس فتح الباب أمام الحوار لكنه أظهر أيضاً أنه بعيد عما يجري على الأرض، ولا يهمه أن يلتقط سكان غزة أنفاسهم في نهاية شهر رمضان ولا أن يستمر النزيف في غزة.
•بالأمس ادّعى الجيش الإسرائيلي أن هذا النزيف- حتى في الجناح العسكري لـ"حماس"- أعمق بكثير مما يبدو، وأن الإنجازات العسكرية أكبر مما جرى الكشف عنه للجمهور. وعلى الرغم من أن عرض الأمور موجّه ويهدف إلى إعداد الرأي العام الإسرائيلي لليوم التالي من القتال، إلا أن إنجازات "حماس" محدودة جداً وأقل مما كانت تريده. وحتى نجاحها الأكبر، وقف رحلات الطيران الدولي إلى مطار بن غوريون، فقد تبدد مع عودة المطار إلى نشاطه العادي. في هذه الأثناء، يستعد الجيش لمواجهة احتمال عدم دخول الهدنة حيز التنفيذ (أو تجدد العمليات بعد انتهائها). وفي الأماكن التي انتهى فيها العمل على تحديد الأنفاق الهجومية وتدميرها، انتقلت القوات إلى عمليات توغل هدفها ضرب قيادات "حماس" وتدمير منصات إطلاق الصواريخ وقتل نشطاء "حماس". وما يجري هو عمليات محدودة محلية تجد إسرائيل أنها أفضل من الخيار الآخر أي تجنيد المزيد من الجنود بما يوازي عدة فرق من الاحتياطيين وإدخالهم إلى القطاع للقيام بعملية كبيرة ضد "حماس".
•وفي الواقع، عُرض هذا الاحتمال على المجلس الوزاري، لكن المجلس رفضه كجزء من الاستراتيجية التي يتمسك بها منذ بداية عملية "الجرف الصامد" التي تقضي بإعادة الهدوء إلى الجنوب من خلال توجيه ضربة قاسية إلى "حماس"، ولكن الامتناع عن إسقاط سلطتها.