من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
•دعوة وزير الخارجية أفيغدور ليبرمان إلى مقاطعة المحلات التجارية العربية التي اضربت احتجاجاً على عملية "الجرف الصامد" هي فعل تحريضي انتهازي خطير من جانب زعيم حزب إسرائيل بيتنا، الذي يثبت أنه لا يتردد في استغلال موجات التوتر والقلق في هذه الأيام من أجل تحقيق مكاسب سياسية وسط الجمهور اليميني المتطرف. ومن أجل هذا الهدف فإن ليبرمان مستعد لإثارة المشاعر وتحريض المواطنين ضد بعضهم البعض، وتحطيم مبادىء أساسية في النظام الديمقراطي.
•للفلسطينيين من سكان إسرائيل مثل جميع المواطنين الآخرين الحق الكامل في التعبير عن احتجاجهم على سياسة الحكومة، لا سيما إذا كان التعبيرعن هذا الاحتجاج سلمياً مثل إغلاق المحلات التجارية.
•إن مبادرة ليبرمان، الذي ينسى أنه وزير كبير وليس مجرد سياسي محرض، هي استمرار لموجة تشريعات مشابهة بادر إليها رفاقه في الحكومة الحالية وهدفها اسكات النقد والتحريض ضد الأقليات. فقوانين مثل "قانون المقاطعة" و"قانون الجمعيات" هي بمثابة عقاب رسمي يفرض عقوبات اقتصادية على كل من ينتقد سياسة الحكومة، وقوانين مثل "قانون النكبة" ومشروع قانون" المتبرعين للدولة" تساهم في تشويه صورة الفلسطينيين في إسرائيل.
•في ظل هذه السياسة، ليس مستغرباً أن يهبط الخطاب السياسي في إسرائيل إلى هذا المستوى المتدنّي وأن يكون مفعماً بدعوات الإسكات والعنف. فالرسالة التي تصل إلى المواطنين هي أن كل من ينتقد الحكومة سيتعرض في نهاية المطاف إلى ضرر مباشر - إن لم يكن أذى جسدياً مثل إحراق الفتى الفلسطيني محمد أبو خضير، فأذى اقتصادي أو مهني.
•إن هذا التحريض الذي يتدحرج من داخل حكومة إسرائيل إلى المجتمع هو الذي يؤدي في نهاية المطاف إلى العنف الجسدي الذي ينتشر في التظاهرات في هذه الأيام حيث يهاجم نشطاء اليمين المتظاهرين الذين يحتجون على سياسة الحكومة وهم يهتفون " الموت للعرب" و"الموت لليساريين".
•يشكل التحريض العنصري الذي يقوم بنشره ليبرمان، وليست هذه المرة الأولى جزءاً من موجة سوداء تهدد صورة إسرائيل. ويتعين على أعضاء الحكومة وعلى رأسهم نتنياهو أن يشجبوا هذه الأقوال وأن ينددوا بمبادرات وزير الخارجية الخطرة.