"الجرف الصامد" - سيناريوات للتطورات المحتملة
المصدر
معهد دراسات الأمن القومي

معهد أبحاث إسرائيلي تابع لجامعة تل أبيب. متخصص في الشؤون الاستراتيجية، والنزاع الإسرائيلي -الفلسطيني، والصراعات في منطقة الشرق الأوسط، وكذلك لديه فرع خاص يهتم بالحرب السيبرانية. تأسس كردة فعل على حرب تشرين الأول/أكتوبر 1973، بقرار من جامعة تل أبيب؛  وبمرور الأعوام، تحول إلى مركز أبحاث مستقل استقطب مجموعة كبيرة من الباحثين من كبار المسؤولين الأمنيين، ومن الذين تولوا مناصب عالية في الدولة الإسرائيلية، بالإضافة إلى مجموعة من الأكاديميين الإسرائيليين، وهو ما جعله يتبوأ مكانة مرموقة بين المؤسسات البحثية. يُصدر المعهد عدداً من المنشورات، أهمها "مباط عال" و"عدكان استراتيجي"، بالإضافة إلى الكتب والندوات المتخصصة التي تُنشر باللغتين العبرية والإنكليزية.

– مباط عال

•إن الفرضية التي يستند إليها هذا التحليل لسيناريوات التطورات المحتملة لاستمرار عملية "الجرف الصامد"، هي أن القتال انطلق في ظل وضع تعاني فيه "حماس" من تراجع قوتها داخل قطاع غزة، وأنه ليس لديها ما تخسره. ويختلف هذا الوضع عن الأوضاع السابقة التي بدأت فيها عمليات الجيش الإسرائيلي في قطاع غزة ضد "حماس" وانتهت باتفاقات وتفاهمات على نوع من وقف النار بوساطة مصرية. وهذا التغير هو في أساس التقدير المعروض في السيناريوات المحتملة لتواصل القتال ونهايته.

•يستند التقدير بشأن وصول "حماس" إلى نقطة ضعف استثنائية إلى عدد من التطورات التي جرت في الأشهر الأخيرة والتي يعود أكثرها إلى تبدل النظام في مصر. ففي أعقاب هذا التبدل خسرت "حماس" قدرتها على مواصلة إدارة الحياة في القطاع مثلما كانت تفعل عندما كانت الأنفاق والمعابر مفتوحة. فقد أدى توقف تدفق موارد حيوية كثيرة إلى زيادة البطالة التي وصلت إلى أكثر من 40%. وبدأت "حماس" تشعر بأنها تخسر تأييد الجمهور في قطاع غزة وبدأت تجد صعوبة في السيطرة عليه. وساهم هذا في موافقة قيادة "حماس" على تشكيل حكومة وحدة فلسطينية.

•في ظل هذه الأجواء جرت عملية خطف الشبان الثلاثة في غوش عتسيون التي دفعت إسرائيل إلى رد عنيف ضد أعضاء "حماس" في الضفة. وفي هذا الإطار وجهت إسرائيل ضربة إلى أحد أهم إنجازات "حماس" – إطلاق الأسرى في صفقة شاليط. واعتبرت "حماس" أن هذا الأمر هو لتسريع عملية التدهور التي ستوصل في نهايتها إلى خسارة سيطرتها على القطاع.

•في ظل هذه الفرضية، خاضت إسرائيل القتال ضد "حماس" التي اعتبرت أن القتال هو البديل الأقل سوءاً من وجهة نظرها. ونظراً لاعتقادها أنها قادرة على ترميم مكانتها من خلال إلحاق الضرر بإسرائيل، وأنه من الطبيعي أن ينطوي هذا القتال على الفرصة الوحيدة لوقف مسار ضعفها ولعودتها حاكماً مطلقاً على القطاع وعلى السلطة الفلسطينية لاحقاً. ويمكن أن نرى تعبيراً عن ذلك في المطالب التي تطرحها الحركة للموافقة على وقف النار- فهي لا تطالب بإطلاق المحررين في صفقة شاليط فحسب، بل بفتح المعابر مع مصر وغير ذلك. فانتهاء القتال في نظر "حماس" بتحقيق "عودة الوضع إلى سابقه" لن يُفسر  فقط بأنه بمثابة خنوع لإسرائيل فحسب، بل وأيضاً سيكون أحد المسامير المهمة التي تدق في نعش سيطرتها على القطاع.

 

•في ظل هذا الوضع الذي تواصل فيه إسرائيل و"حماس" الهجمات المتبادلة، تسعى حكومة إسرائيل إلى "إعادة الهدوء إلى سكان الدولة"، في حين ترغب "حماس" في تحقيق إنجازات تضمن سيطرتها.