أسبوع على عملية "الجرف الصامد": الإنجازات والتوقعات والمخاوف
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

المؤلف

 

•بعد مرور أسبوع على بدء عملية "الجرف الصامد" وفي وقت يبدو الطرفان على عتبة الاتفاق على وقف للنار، حان الوقت لملخص مرحلي قصير:

•الإنجازات التي حققتها إسرائيل: قبل كل شيء هناك "القبة الحديدية" التي ساهمت مساهمة كبيرة في عدم وقوع قتلى في الجبهة الداخلية، ومنحت بالتالي إسرائيل نفساً طويلاً، عسكرياً وسياسياً. وهناك أيضاً النجاح في إحباط المفاجآت التي أعدتها "حماس"- هجمات الأنفاق، التسلل من البحر واستخدام طائرات من دون طيار- وهناك الاستخبارات الدقيقة التي أتاحت ضرب عدد كبير من منصات إطلاق الصواريخ (نحو 30% دمر خلال الهجمات). وأوضحت إسرائيل لكبار المسؤولين في حماس "ثمن الخسارة" من خلال تدمير منازلهم، كما نجحت في الفصل بين القطاع والضفة التي بقيت هادئة خلال العملية.

•إنجازات "حماس": نجحت الحركة في المحافظة على مسار منتظم للقيادة والتحكم برغم الهجمات، وحافظت بصورة خاصة على قدرتها على إطلاق الصواريخ على إسرائيل بوتيرة شبه ثابتة وفقاً لخطة نار مدروسة، بما في ذلك إطلاق الصواريخ نحو المدن في وسط إسرائيل. وبعد تل أبيب والقدس- اللتين دخلتا في مرمى الصواريخ في "عمود سحاب"- هوجمت حيفا أيضاً، وعملياً هددت "حماس" حياة نحو خمسة ملايين شخص من سكان إسرائيل، إلى جانب المنشآت الاستراتيجية- المفاعل في ديمونا ومطار بن غوريون. ومن شأن هذا القتال أن يخلّص "حماس" من الحصار الاقتصادي- المدني، وتستطيع الحركة من خلال اتفاق وقف النار الحصول على فتح معبر رفح تدريجياً.

•ما لم تحققه إسرائيل: على الرغم من ضرب الصواريخ ومطلقيها، لم تنجح إسرائيل في تقليص كميةالصواريخ المطلقة بصورة ملموسة، كما أنها لم تستغل العملية لتوجيه ضربة أعمق للبنية التحتية للأنفاق (ولا سيما الهجومية منها) التي حفرتها "حماس". كما فشلت جميع المساعي للقضاء على قادة الجناح العسكري لـ"حماس" والجهاد الإسلامي، الذين لجأوا إلى العمل السري منذ بدء التصعيد. أما على الساحة الداخلية فبرزت فجوة بين التوقعات التي أثارتها العملية الفعلية وبين أهدافها.

•ما لم تحققه "حماس": لم تنجح الحركة في تدفيع الجبهة الداخلية ثمناً ولم تنفذ عمليات نوعية، كما أخفقت جهودها لتحريض الشارعين الفلسطيني والعربي- وفشلت محاولاتها لاستبدال الوساطة المصرية بوساطة قطرية- لم يسارع العالم إلى التدخل في ما يحدث في غزة، ومنح إسرائيل هامشاً شرعياً مهماً لعمليتها. والأسوأ من ذلك، ففي الأيام الأخيرة بدأ يبرز تراجع معين في تأييد السكان لـ"حماس".

•التوقعات في إسرائيل: أن ينشأ بعد العملية ردع كبير يمنع إطلاق الصواريخ والهجمات من غزة لمدة طويلة من الزمن. وأن يصبح من الصعب على "حماس" ترميم بنيتها العسكرية التحتية ولا سيما ترسانتها الصاروخية، وهذا الأمر لا يتعلق فقط بقوة الضربة الموجهة إلى "حماس" بل أيضاً باستمرار التحركات المصرية لمنع أعمال التهريب (الصواريخ ووآلات إنتاجها محلياً). أما التوقع الإسرائيلي بسقوط حكومة الوحدة الفلسطينية فقد لا يتحقق لأنه لو أقدم أبو مازن على مثل هذه الخطوة فسوف يعتبر خائناً.

•توقعات "حماس": التوصل إلى فترة طويلة من الهدوء تسمح لها بترميم قواها- عسكرياً واقتصادياً وعلى صعيد البنى التحتية. ولهذه الغاية هي بحاجة إلى فتح معبر رفح والوصول المنتظم للأموال من أجل دفع الرواتب. لكن من المنتظر أن يخيب أمل الحركة بأن تقوم مصر بتغيير علاقتها العدائية تجاهها، فالقاهرة تنظر إلى "حماس" بصفتها عدواً ومن المحتمل أن تواصل سلوكها العدائي ضدها وأن لا تغض النظر عن مساعيها لإعادة تسلحها من جديد.

 

•التخوف في إسرائيل: هو من أن تخفف مصر ضغطها ويتلاشى الردع في وقت قصير ويعود إطلاق الصواريخ على الجنوب، لكن التخوف الأساسي هو من وقوع أحداث استثنائية خلال العملية تتسبب بمقتل مواطنين أبرياء مما يؤدي إلى تحقيق دولي (لهذا بدأ الجيش تحقيقاً داخلياً لكل حادث من هذا النوع، وستعرض النتائج خلال الأيام المقبلة على جهات دولية). لكن من المفارقات أيضاً تخوف إسرائيل من انهيار "حماس" مستقبلاً، وأن تعمّ الفوضى القطاع، مما يضطرها إلى السيطرة عليه مجدداً.