الفرصة مؤاتية لتوجيه ضربة قوية ومستمرة إلى ترسانة صواريخ "حماس"
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

•لا شك في أن العثور على جثث الشبان الإسرائيليين الثلاثة الذين تم اختطافهم في منطقة غوش عتسيون واستمرار عمليات إطلاق الصواريخ على المنطقة الجنوبية يقرّبان اللحظة التي يمكن أن تقوم إسرائيل فيها بعملية عسكرية نوعية في قطاع غزة. إن السؤال المطروح هو: هل مثل هذه العملية ضروري فعلاً؟ وإذا كان الجواب نعم، فماذا سيكون هدفها؟

•من الواضح أن إسرائيل وحركة "حماس" غير معنيتين في الوقت الحالي بأي تصعيد في الوضع الأمني بينهما. إن إسرائيل غير معنية لكون مصلحتها الوحيدة بالنسبة إلى غزة أمنية وغايتها الحفاظ على استمرار الهدوء. وإذا ما كان بالإمكان ضمان ذلك من دون عملية عسكرية واسعة، ربما يكون هذا أفضل.

•كما أن حركة "حماس" غير معنية بالتصعيد ولا سيما عقب ضعفها السياسي. فمن الناحية العملية بقيت هذه الحركة من دون مؤيدين، حيث إن سورية وحزب الله أصبحا بالنسبة إليها في الجانب الآخر من المتراس في خضم المواجهة السنية - الشيعية، وتركيا منشغلة بذاتها، وإيران منهمكة بما يجري في العراق، والأهم من ذلك كله أن مصر تعرّف "حماس" كعدو وتعمل بما يتلاءم مع ذلك. إن الجهة الداعمة الوحيدة الباقية هي قطر لكن تأثيرها محدود. 

•في ظل أوضاع كهذه، وفي ضوء النهاية المأساوية لحادثة الاختطاف، ثمة إمكان للتوصل إلى تهدئة حتى من دون عملية عسكرية كبيرة. 

في المقابل، فإنه في حال استمرار تبادل النار والرغبة في شن عملية عسكرية كبيرة يتعين علينا أن نحدّد ما هو الهدف منها.

•إن هدف حملة كهذه يمكن أن يكون واحداً من أربعة أهداف: معاقبة "حماس" على قتل الشبان؛ معاقبتها وردعها عن إطلاق الصواريخ؛ معاقبتها وتحقيق الردع لكن أساساً توجيه ضربة شديدة إلى منظومة الصواريخ التي في حيازتها؛ تقويض سلطتها.

•على الرغم من وجود حافز قوي لمعاقبة "حماس"، يظل من المشكوك فيه أن تكون عملية معاقبة كهذه في غزة ناجعة. لذا من الأفضل تعميق الضربة المسدّدة لها في مناطق يهودا والسامرة [الضفة الغربية] بما في ذلك هدم بيوت القتلة واستمرار سجن جزء من الأسرى الذين تم إطلاقهم في إطار "صفقة شاليط"، الأمر الذي من شأنه أن يوجد ردعاً مباشراً حيال خاطفين محتملين في وقت لاحق.

•وفي حال الاكتفاء بالهدف الثاني كما في أثناء عملية "عمود سحاب"، فإنه يجب افتراض أن الردع الذي سيتحقق سيصمد لفترة محدودة (منذ عملية "عمود سحاب" مرّ عام ونصف). 

•أما محاولة تحقيق الهدف الرابع فمن شأنها أن تورطنا في عملية طويلة ولن يكون واضحاً على الإطلاق أن السلطة التي ستتسلم سدّة الحكم في غزة في اليوم التالي ستكون بالنسبة إلينا أفضل من "حماس".

•بناء على ذلك، فإن الهدف الثالث الذي يضع نصب عينيه توجيه ضربة قوية ومستمرة لترسانة الصواريخ لدى "حماس"، يستحق أن ندرسه بجدية. إن هذا الهدف لم يُحدّد في العمليتين السابقتين ("الرصاص المسبوك" و"عمود سحاب")، لكن الظروف الآن تغيرت كثيراً.

•أولاً، هذا التهديد الذي يشمل عشرات الصواريخ وربما أكثر، القادرة على ضرب تل أبيب، أشدّ خطراً من الذي كان معروفاً في الماضي. ولذا، فانه يبرّر عملاً أكثر جذرية. ثانياً، إن الواقع السياسي الآن مريح أكثر لإسرائيل. فبسبب قتل الشبان الثلاثة من جهة وما يجري في سورية والعراق من جهة أخرى، لن يحاول أحد في العالم منعنا من تحقيق هذا الإنجاز في الوقت الحالي. ثالثاً، وهو الأهم، إن المحور الذي يربط بين غزة ومصر مغلق الآن من طرف هذه الأخيرة. 

 

•وخلافاً للماضي عندما كانت أي ضربة لمخزون الأسلحة لدى "حماس" تؤدي إلى عمليات تهريب متجددة لصواريخ أكثر تطوراً عبر سيناء، فإن هذا المسار مغلق الآن. صحيح أنه أصبح لدى "حماس" خبرة ذاتية [في إنتاج الصواريخ] لكن توجيه ضربة قوية إلى الصواريخ الموجودة في حيازتها وإلى منشآت إنتاجها في غزة ستجعل من الصعب عليها جداً أن تنتعش سريعاً. من الجائز أن نكون بحاجة إلى عملية عسكرية برية من أجل تحقيق هذا الهدف، لكن المجازفة التي يمكن أن تنطوي عليها عملية برية كهذه ستكون مجدية مقارنة بالإنجاز الذي ستحققه. إجمالاً يمكن القول إن البشاعة التي انتهت بها عملية اختطاف الشبان الثلاثة، إلى جانب الوضع الصعب لـ"حماس" في غزة، يتيحان فرصة لعملية عسكرية إسرائيلية من شأنها أن تحقق نتيجة استراتيجية على المدى الطويل، ومن المفضل ألا نفوتها لمصلحة عملية تكون غايتها الرد والمعاقبة فقط.