اشتداد حملة المقاطعة الأوروبية للمستوطنات الإسرائيلية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•أجواء المقاطعة الدولية للمستوطنات آخذة في الازدياد. فأول من أمس أصدرت حكومتا إسبانيا وإيطاليا بياناً حذرتا فيه مواطنيهما من القيام بأعمال تجارية مع المستوطنات في الضفة الغربية وهضبة الجولان والقدس الشرقية. وأعلنت الدولتان أن كل من يقيم نشاطات اقتصادية مع المستوطنات سيعرض نفسه لمجموعة من المخاطر. وبذلك تنضم الدولتان إلى ثلاث حكومات أوروبية مهمة هي فرنسا وألمانيا وبريطانيا، أصدرت تحذيراً مشابهاً.

•ومن المحتمل أن يتحول بيان الدول الخمس في وقت قريب إلى قرار أوروبي شامل، إذ تبحث مؤسسات الاتحاد الأوروبي حالياً في إصدار بيان مشابه من جانب الدول الـ28 الأعضاء في الاتحاد، ومن شأن بيان الدول الخمس تسريع هذا النقاش. أول من أمس صرّح سفير الاتحاد الأوروبي في إسرائيل لارس فابورغ - أندرسن قائلاً: "إن هذه القرارت تدل على أن دول الاتحاد الأوروبي نفد صبرها حيال عدم اهتمام إسرائيل بقلقها".

•حتى الآن تبدو الخطوات التي تتخذها أوروبا مدروسة جيداً. وبالمقارنة مع القرار الذي اتخذه الاتحاد الأسبوع الماضي بشأن مقاطعة جميع المنتجات التي تصدرها شبه جزيرة القرم ومدينة سيفستوبول المحتلتين، فإن مؤسسات الاتحاد الأوروبي تكتفي حتى الآن ببيانات تحذيرية بشأن المستوطنات. لكن الأجواء التي تهب من أوروبا واضحة وليس في إمكان إسرائيل تجاهلها. فالحظر الأوروبي الشامل على أي عملية اقتصادية مصدرها المناطق المحتلة سيلحق الضرر الكبير بالاقتصاد الإسرائيلي الذي يستثمر مباشرة أو غير مباشرة في المشروع الاستيطاني.

•لقد بدأ العالم ينفد صبره كما قال السفير الأوروبي. فالوضع القائم في المناطق الذي هو في خصائصه نظام أبارتهايد، لم يعد مقبولاً في نظر هذا العالم الذي لن يقف مكتوف الأيدي فترة طويلة.

•فبعد محاولة أخرى لتحريك العملية السياسية، التي تتحمل إسرائيل مسؤولية كبيرة في انهيارها، ستضطر أوروبا والولايات المتحدة ودول صديقة أخرى إلى اتخاذ خطوات فعلية ضد إسرائيل التي تتمسك بمواقفها الرافضة. لا يمكن للعالم في القرن الحادي والعشرين أن يقبل بـ47 عاماً من الاحتلال والنهب والتدمير لحقوق شعب كامل.

 

•إن تحذير الدول الخمس لمواطنيها يجب أن يتحول إلى تحذير أكثر خطورة لحكومة إسرائيل. فإذا لم تسارع هذه الحكومة إلى اتخاذ خطوات حقيقية لإنهاء الاحتلال، فإن جميع مواطني إسرائيل سيدفعون الثمن، الذي سيكون باهظاً.