على إسرائيل أن تخاف من إيران لا من "داعش"
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

•لا ينبغي الاستخفاف بقدرة التنظيم الإرهابي الجهادي داعش الذي حقق إنجازات مهمة في غرب العراق، لكن يجب أيضاً ألا نعطيه أهمية لا يستحقها. فالأردن ما يزال بعيداً عن السقوط في قبضة هذا التنظيم السني المتشدد الذي لا يتجاوز عدد مقاتليه نحو 10 آلاف شخص، كما يظهر من خلال التقارير الأخيرة. ولا يحتاج الأردن إلى مساعدة الولايات المتحدة وإسرائيل كما يدعي موقع "دايلي بيست" الإلكتروني [مقال نشره الصحافي إيلي لايك بعنوان "إسرائيل في مواجهة داعش" بتاريخ 27/6/2014]، وذلك في ضوء موازين القوى على الأرض مع هذا التنظيم المؤلف بصورة خاصة من مجموعة عصابات، إذ باستطاعة الأردن الاعتماد على جيشه الصغير لكن المنضبط والمدرَّب.

•لتنظيم "داعش" (اختصار الدولة الإسلامية في العراق والشام) الذي نشأ سنة 2003 في أعقاب الغزو الأميركي للعراق، أحلام كبيرة. لكنه كي يقيم الخلافة التي يحلم بها فهو بحاجة إلى حركة جماهيرية كبيرة تنضم إليه في كفاحه. صحيح أن التنظيم يحظى بتأييد سني في سورية والعراق، حيث السكان المحليون معادون جداً للحكم الشيعي في بغداد والعلوي في سورية كجزء من نضالهم ضد إيران الشيعية، لكن المسافة طويلة جداً بين هذا وبين الانضمام الجماهيري إلى كفاح "داعش".

•مما لا شك فيه أن الشرق الأوسط يمر في عملية تغيير. هذا هو الواقع. فقد انهار مفهوم الدولة العربية وثمة شـــيء آخر ســـيحل محلها مستقبلاً. واتفاقيـــة سايكس - بيكو العائدة إلى سنة 1916 وهي التي أنشأت الشرق الأوسط الذي نعرفه، وصلت إلى محطتها الأخيرة. ومن داخل هذه الفوضى سينشأ شيء جديد في المستقبل. صحيح أن الإرهاب يشكل اليوم مكوناً مهماً في الشرق الأوسط، لكن ليس بإمكانه (حتى الآن) أن يملأ الفراغ الناشئ. فالإرهاب الجهادي قادر على إلحاق الضرر لكنه ليس قادراً على القيادة.

•تتابع المملكة الهاشمية باهتمام كبير الوضع في غرب العراق وشرق سورية حيث يسيطر "داعش". ويستطيع الأردنيون الاعتماد على ولاء السكان في جانبي الحدود الأردنية والعراقية. وفي الوقت عينه، يستطيع الأردنيون أيضاً الاعتماد على جيشهم وعلى سلاح طيرانهم الفعال القادر على إلحاق أضرار كبيرة بالتنظيم الإرهابي السني. كما في استطاعتهم أن يستمدوا التشجيع من التغيّر في وجهة الأمور في مدينة تكريت، حيث استطاع الجيش العراقي استعادة زمام المبادرة.

•في هذا السياق، يتعيّن على إسرائيل أن تكون أقل قلقاً من "داعش" وأكثر قلقاً من ناحية إيران. إن الانتصارات التي حققها هذا التنظيم السني في غرب العراق هي حصيلة التغييرات الإقليمية من حولنا، ونتيجة عدم وجود زعيم قوي في العراق وسورية، قادر على فرض النظام في هاتين الدولتين، ونتيجة عدم وجود شرطي للعالم، في أعقاب خسارة الولايات المتحدة في ظل حكم أوباما طوعاً مكانتها ونفوذها الإقليميين.

•في عالم طبيعي، من المفترض أن يكون السباق النووي الإيراني هو سبب القلق الحقيقي. لكن الدبلوماسي البريطاني وليام بايتي صرح في الفترة الأخيرة بأن تنظيم "داعش" أخطر من التهديد النووي الإيراني، وبذلك يبدو أن سلم الأولويات قد تغير. 

 

•لقد أصبح فجأة الإرهاب السني أكثر خطراً من القنبلة النووية الشيعية. ومن أجل محاربة الإرهاب السّني، تحولت إيران فجأة إلى دولة يتودّد الجميع إليها وتعتبرها واشنطن عامل استقرار. لكن إسرائيل عليها أن تحذر هذا التغيّر في التوجهات.