الرابحون والخاسرون من عملية الخطف
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

•كلما تواصل البحث للعثور على الشبان المساكين الذين خُطفوا في غوش عتسيون واتسعت عمليات الأجهزة الأمنية ضد "حماس"، تعاظم إنجاز الحركة بعد الخطف. وبغض النظر عن النتائج التي ستسفر عنها المساعي المبذولة- وكلنا أمل بالعثور على المختطفين الثلاثة أحياء- فإن إنجاز "حماس" بالمقارنة مع جهاز الأمن لا يمكن الطعن فيه. لكن "حماس" ليست الجهة الوحيدة التي ربحت من الخطف ومن الفشل الكبير في العثور على المختطفين والخاطفين، إذ يبدو أن هناك ثلاثة رابحين آخرين من تسلسل الأحداث منذ الخطف.

•الرابح الأول هو رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، ففي نظره جرى الخطف في الوقت الملائم في ظل إخفاقاته الديبلوماسية والسياسية ومن بينها محاولاته البائسة لمنع انتخاب روبي ريفلين رئيساً للدولة. اليوم جرى تناسي ذلك كله كأنه لم يحدث، وعاد هو مجدداً إلى مركز الاهتمام زعيماً للشعب يقود المعركة من أجل إنقاذ المختطفين والقضاء على "حماس".

•الرابح الثاني هو اليمين المتشدد وفي طليعته المستوطنون، الذين يستغلون التضامن مع المختطفين وعائلاتهم من أجل تحصين مواقعهم، وتعزيز شرعية المشروع الاستيطاني، والحصول على ميزانيات إضافية، وتوسيع البناء في المناطق. وعلى هذا الصعيد، يمكننا القول إن الخطف شكل فرصة ليجدد المستوطنون نشاطهم. 

•أما الرابح الثالث من الخطف فهو الجيش الإسرائيلي الذي حظي جنباً إلى جنب مع المستوطنين، بزيادات كبيرة في ميزانيته، كما ساهم الخطف في إعلاء مكانته وسط الجمهور اليهودي في إسرائيل.

•لكن إلى جانب العائلات التي تدفع الثمن الباهظ، هناك عدد من الخاسرين على صعيد الوطن. 

 

•الخاسر الأساسي هو إمكان إعادة إحياء المفاوضات مع الفلسطينيين من أجل التوصل إلى اتفاق سلام يستند إلى حل الدولتين لشعبين. فكلما ازدادت قوة كتلة اليمين بزعامة المستوطنين، تتحقق فكرة أرض إسرائيل الكاملة مع كل النتائج التي تنطوي عليها مثل تحويل إسرائيل إلى دولة أبارتهايد، مما سيؤدي إلى نهاية الديمقراطية ومقاطعة من قبل شعوب العالم. ويمكن أن نضيف أنه من جرّاء وتيرة النمو السريعة للجمهور الحريدي والقومي- المتدين، فمن شبه المؤكد أنه خلال بضع سنوات سيصبح الجمهور العلماني – الليبرالي تحت رحمة حكم ذي طابع ديني تبرز سماته وسط الجمهور الإسرائيلي منذ اليوم. بل ويمكن القول إن دولة فاشيستان (تقريباً) موجودة هنا منذ الآن.