•بالأمس، أكد الجيش الإسرائيلي أن "عنصراً في الجيش السوري" هو الذي أطلق أول من أمس صاروخاً مضاداً للدبابات تسبب بمقتل الشاب محمد قراقرة من هضبة الجولان. وحتى الآن ليس واضحاً ما إذا كان ذلك حصل بأوامر جاءت من الأعلى أم أنه حصل بمبادرة شخصية من جانب ضابط أو جندي، مع أن إسرائيل أوضحت أن هذا التفصيل "غير مهم" وحمّلت الجيش السوري المسؤولية بوصفه سيد المنطقة، ووجهت نحوه الغارات التي قام بها سلاح الجو رداً على ما حدث.
•وشمل الرد الإسرائيلي هجوماً قامت به طائرات حربية على تسعة أهداف عسكرية قريبة من المنطقة التي انطلق منها الصاروخ. وتعود هذه المواقع إلى اللواء 90 في الجيش السوري المنتشر هناك واستهدف القصف مبنيين وعدة آليات مدرعة، في حين تحدثت سورية عن وقوع عشرة قتلى في الهجوم.
•وفي تقديرات الجيش الإسرائيلي أمس، أنه على الرغم من الإصابات في الجانب السوري، فإن الحادث انتهى، ومن غير المتوقع أن ترد سورية، فالأسد مشغول بالحرب الأهلية وليس معنياً بفتح جبهة ثانية في مواجهة إسرائيل، التي امتنعت عن التصعيد خشية إضعاف العنوان السوري الذي تعرفه وصعود عناصر راديكالية من بينها تنظيمات متفرعة من القاعدة.
•لكن على الرغم من هذه التقديرات المطمئنة، يواصل الجيش الإسرائيلي المحافظة على درجة عالية من التأهب في هضبة الجولان تشمل زيادة معينة في القوات، وبصورة خاصة يحافظ على يقظة عالية في أجهزة الاستخبارات.
•الهجوم الذي حصل أول من أمس من شأنه أن يؤدي إلى تغيير أساليب النشاط العسكري على طول السياج، وهو إلى حد ما أعاد وضع الجيش الإسرائيلي على الحدود الشمالية إلى ما كان عليه في التسعينيات، حين كان حزب الله يهاجم المواقع والقوات بواسطة صواريخ متطورة مضادة للدبابات من صنع روسي، مما دفع بالجيش الإسرائيلي إلى تحصين المواقع وبناء شبكات حولها مهمتها اعتراض الصواريخ وتفجيرها بعيداً عن الموقع.
•لقد تعرض سياج الحدود الجديد في الجولان أول من أمس إلى هجوم من النوع عينه: واصطدم الصاروخ بالسياج وانفجر. والشاب الذي قتل ووالده الذي جرح وعاملان آخران من وزارة الدفاع كانوا يقومون بأعمال صيانة للسياج، أصيبوا بشظايا هذا التفجير.
•ويظهر التحقيق في الحادث أن المركبتين اللتين تنقل بهما المدنيون كانت مراقبة من الجانب السوري، وأن الصاروخ كان موجهاً مباشرة نحوهما. ونتيجة لذلك، وفي ظل خطر صواريخ كورنيت الموجودة لدى الجيش السوري وحزب الله والمدى الذي تستطيع هذه الصواريخ أن تصل إليه، وهو نحو 10 كيلومترات، سيقوم الجيش بتقليص ساعات العمل وأساليبه على طول السياج، ومن المحتمل أن يقيم عوائق جديدة إلى الشمال منه بهدف تقليص الخطر على الجنود والمدنيين في المنطقة.