اقتراح شراكة خاصة مع إسرائيل والدولة الفلسطينية المستقبلية في حال التوصل الى اتفاق سلام
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·      بعد الهجوم على المتحف اليهودي في بروكسل، ارتفعت أصوات في جميع أنحاء العالم ضد الارهاب في جميع أشكاله وضد كل الأشكال الأخرى للعداء للسامية. فهذه الأفكار تتناقض جذرياً مع قيم الاتحاد الأوروبي- قيم السلام والانفتاح واحترام كرامة الانسان والاختلاف، وهذه القيم هي الأسس التي تقوم عليها علاقاتنا الخارجية والداخلية. وهي أيضاً التي تستند إليها شراكتنا مع إسرائيل، ومواقفنا حيال العملية السلمية.

·      بيد أن علاقة الاتحاد الأوروبي بإسرائيل لا تقوم فقط على هذه القيم المشتركة العميقة، بل تربطنا صلات وثيقة من التاريخ والقرابة، فأوروبا جزء منكم ومن هويتكم. وعلى هذا الأساس المتين بنينا علاقات دينامية اقتصادية وسياسية وثقافية.

·      إن التعاون المشترك يطال حيزاً واسعاً من المجالات أهمها التعاون مع إسرائيل في برنامج الاتحاد الأوروبي للأبحاث "هوريزون 2020" الذي خصصت له ميزانية 80 مليار يورو، ومن المنتظر أن يقوم العلماء من إسرائيل بدور بارز فيه. ويسرني أنه خلال زيارتي لإسرائيل سيوقع الاتحاد الأوروبي اتفاقاً يسمح بمواصلة التعاون خلال الأعوام السبعة المقبلة.

·      أعتقد أن هذه العلاقات تملك قدرة كبيرة لنمو أوسع في حال توفرت الظروف الملائمة. وهذا ما تعتقده جميع الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي التي عبرت عن ذلك خلال الجولة الأولى من المفاوضات بين الإسرائيليين والفلسطينيين، من خلال اقتراح شراكة خاصة ذات أفضلية مع إسرائيل والدولة الفلسطينية المستقبلية. وفي حال التوصل إلى اتفاق سلام نهائي، فإن هذا الشراكة ستصبح ذات أهمية كبيرة بالنسبة لأمن إسرائيل وازدهارها الاقتصادي، كما سيشكل ذلك اطاراً واسعاً للشراكة بين أوروبا وإسرائيل والدولة الفلسطينية في مجالات التجارة والاستثمارات، وتطوير البنى التحتية، والطاقة، والحفاظ على البيئة، والثقافة والأبحاث. وجميع هذه المجالات لها أهمية هائلة بالنسبة للأجيال الإسرائيلية المقبلة.

·      للأسف الشديد إن مفاوضات السلام التي كان يجب أن تؤدي إلى هذا المستقبل الجديد عالقة في الفترة الحالية، ويأمل الاتحاد الأوروبي استئناف المحادثات في أسرع وقت. لقد أشار  الجانب الإسرائيلي إلى أن الأسباب التي دفعته إلى تعليق المحادثات لها علاقة بالمصالحة الفلسطينية.

·      يعتقد الاتحاد الأوروبي أن عودة الضفة الغربية وقطاع غزة تحت سلطة واحدة شرط مسبق لتحقيق حل الدولتين. لكن نريد أن نوضح بصورة قاطعة أن هذه المصالحة سوف تستقبل بالترحيب ما التزمت الحكومة الفلسطينية الجديدة بالاعتراف بحق إسرائيل الشرعي في الوجود وبمبدأ حل الدولتين، ونبذ العنف، واحترام الاتفاقات السابقة. وسوف تعتمد علاقة الاتحاد الأوروبي مع الحكومة الفلسطينية الجديدة هذه السياسة وهذه الالتزامات من جانب الحكومة الفلسطينية.

·      إن الموضوع الأساسي في قلب هذا الجدل هو أمن إسرائيل. لقد شدد الاتحاد الأوروبي مرات عدة على الأهمية القصوى التي يعلقها على هذا الموضوع.

·      إن الأمن والسلام يسيران جنباً إلى جنب ويتطلبان التزاماً وليس امتناعاً، فإذا توقفت عملية السلام ولم يحدث تقدم، سيضطر الاتحاد الأوروبي وإسرائيل لمواجهة موضوعات خلافية ومثيرة للانقسامات بينها تسريع سياسة الاتحاد الأوروبي للانفصال عن المستوطنات. ففي هذه الموضوعات التي تتعلق بالقيم الأساسية المهمة لجميع دول الاتحاد، فإن الاتحاد مضطر للعمل بما يتلاءم مع هذه القيم والأسس.