· كما هو مألوف في منطقتنا فإن الأقوال في واد والممارسات في واد آخر. وهذا ما ينطبق على سورية، فإلى جانب الدعوات الصادرة عنها إلى السلام يستمر التأييد المتعاظم للإرهاب ضد إسرائيل ولحزب الله. ومن ناحيتنا، فإننا رفضنا أكثر من مرة خلال عشرات السنوات الأخيرة أي استعداد خفيّ أو معلن من زعماء عرب لمفاوضات مع إسرائيل، ولكن الإصرار على محاربة الإرهاب يجب ألا يلغي بصورة أوتوماتيكية الانفتاح على تجريب قنوات محادثات سياسية أيضاً.
· يجب عدم رفض تلميحات الرئيس السوري بشار الأسد جملة وتفصيلاً، وإنما فتح عملية حذرة ومحسوبة من أجل فحص هذا الاستعداد.
يجدر الانتباه أكثر إلى مضامين المقابلة التي أدلى بها الأسد لصحيفة "دير شبيغل" الألمانية، وخصوصاً حديثه عن حلّ شامل وليس فقط فيما يتعلق بهضبة الجولان.... ويجوز أن في أيدي الأسرة الدولية رافعات تجاه سورية أفضل مما كان في أيديها قبل الحرب على لبنان. والمقصود رافعات اقتصادية وسياسية يمكن تجييشها لصالح إسرائيل. لقد سبق أن كانت ليبيا أيضاً دولة إرهابية شمولية. وحالياً فإن نقلها إلى القسم العاقل من الدول العربية حقق نتائج إيجابية. يجوز أن الأسد أيضاً يتطلع إلى ذلك. ولن نعرف حقيقة الأمر، إذا لم نفحص.