على نتنياهو رفض خطط البناء في المستوطنات والاعتراف بحكومة المصالحة الفلسطينية
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·      إن رد الحكومة الإسرائيلية على تشكيل حكومة المصالحة الفلسطينية من خلال إعلان بناء 1500 وحدة سكنية في الضفة الغربية والقدس الشرقية، وتسريع بناء 1800 وحدة سكنية في المستوطنات جُمد العمل بها خلال الشهور الثلاثة الماضية، يوضح مرة أخرى ضخامة خطر سياسة هذه الحكومة على مستقبل دولة إسرائيل. فإلى جانب عدم الفهم الأساسي لموازين القوى الدولية- على الرغم من جهود نتنياهو، قررت دول وأطراف دولية كثيرة بقيادة الولايات المتحدة الاعتراف بالحكومة الفلسطينية الجديدة- فإن إعلان أعمال البناء يكشف رؤيا الحكومة الإسرائيلية الحالية، ألا وهي رعاية المستوطنات وتوسيعها حتى لو كان الثمن عزلة دولية وعقوبات، أو الدخول في مواجهة جبهوية مع أفضل الدول الصديقة لنا وأهمها: الولايات المتحدة.

·      وعوضاً عن استغلال تأليف حكومة فلسطينية موحدة من أجل بلورة مبادرة سياسية جديدة توصل إلى اتفاقات مع المعسكر الفلسطيني بأسره وتقوي موقع إسرائيل في المجتمع الدولي، يفضل بنيامين نتنياهو الاستمرار في اتهام العالم بالعداء للسامية وتسخين الأجواء.

·      من الصعب فهم المنطق الكامن وراء هذه السياسة الخارجية الوخيمة العواقب، وسبب دفاع الحكومة المستميت عن مصلحة المستوطنين على حساب المصلحة الوطنية. وعملياً، في ضوء الرفض المستمر للسلام، والأموال الكثيرة التي توظف في المناطق، يبدو أن الحكومة الإسرائيلية لا تعير اهتماماً للمواطنين الذين يقطنون ضمن حدود الخط الأخضر.

·      إن هذه السياسة تقوض القيم الأساسية للصهيونية التي تحدثت عن إعمار صحراء النقب وليس عن المضايقة المستمرة للفلسطينيين في أراضيهم. وهي ثمرة عمل أعضاء حزب البيت اليهودي الذين نجحوا بالتحالف مع يائير لبيد وتعاون نتنياهو الصامت، في تحويل أحزاب اليمين المتطرف إلى طرف مسيطر على الحكومة.

·      يتعين على نتنياهو أن يعيد النظر في هذه السياسة وأن يدرك حجم مسؤوليته تجاه مواطني إسرائيل، والبدء بالتصرف كزعيم سياسي وليس كأسير في يد مجموعة الضغط من حزب البيت اليهودي وأنصاره. لذا ينبغي عليه أن يرفض فوراً مخططات البناء ويعترف بحكومة المصالحة الفلسطينية ويحاول العودة إلى طاولة المفاوضات في أقرب وقت.