حرب 1967 غيّرت صورة إسرائيل رأساً على عقب
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف

·      صادفت أمس (الخميس) الذكرى السنوية الـ47 لحرب الأيام الستة [حرب حزيران/ يونيو 1967]. لكن يبدو أن الرقم 47 لا يستلزم مراسم إحياء خاصة لهذه الذكرى، ولذا فقد ظلت وقائع تلك الحرب وتداعياتها غائبة عن العناوين الرئيسية لوسائل الإعلام الإسرائيلية، فضلاً عن أنها لم تثر اهتمام الأغلبية الساحقة من مواطني إسرائيل.

·      وعلى ما يبدو، كان يتعيّن أن يكون الرقم 60 أو أكثر كي يدرك هؤلاء المواطنون أن تلك الحرب غيّرت صورة إسرائيل قبل 47 عاماً رأساً على عقب، وتركت آثارها على حياة الملايين في منطقة الشرق الأوسط وعلى حياة كثيرين غيرهم في العالم كله.

·      ولا شك في أن أقرباء الضحايا الإسرائيليين الـ700 الذين سقطوا في تلك الحرب لم ينسوا قتلاهم لحظة واحدة، كما أن معاقي الحرب ما زالوا يعانون الأمرّين منها. مع ذلك ونظراً إلى حقيقة أن الساسة الذين حكموا دولة إسرائيل والدول العربية المجاورة لها في ذلك الوقت لم يعودوا بين الأحياء، أو أنهم بالتأكيد ليسوا في سدّة الحكم، فإن عدد الأشخاص الذين يتذكرون أن إسرائيل كانت آنذاك دولة مغايرة كلياً آخذ في التناقص.

·      كانت إسرائيل عشية تلك الحرب دولة منقسمة على نفسها تعاني عداء الدول العربية المجاورة لها. ويصعب الآن على كثير من الناس مثلاً أن يصدقوا أنه في شارع ماميلا [مأمن الله] في القدس كان هناك سور اسمنتي عال قسّم المدينة إلى شطرين وحمى سكان القدس [الغربية] من رصاص القناصة الأردنيين الذي كان يُطلق من فوق سور المدينة القديمة. ومنذ ذلك الوقت تغيّر كل شيء بصورة مطلقة، وسيقول البعض إن التغيير كان نحو الأفضل، بينما سيقول البعض الآخر إنه كان نحو الأسوأ.

·      اعتقدت دولة إسرائيل الصغيرة قبل 47 عاماً أنها تواجه محرقة نازية أخرى. وفي الأيام التي سبقت الحرب كان الناس يسيرون في الشوارع ووجوههم حزينة، وكان الخوف بادياً في أعينهم، وكان الخطر كبيراً. ولذا كان الفرح بالنصر العسكري الذي لم يسبق له مثيل كبيراً جداً ويشرح الصدر، وثمة من لا يزال ثملاً به حتى الآن بعد مرور 47 عاماً.

·      تسببت تلك الحرب بتوسيع مساحة دولة إسرائيل، ومكّنتها من إخضاع مئات آلاف المواطنين الفلسطينيين لسلطتها، وأنشأت مشكلة لم تجد لها حلاً طوال 47 عاماً وثمة شك في إمكان حلها في المدى القريب. كما أنها تسببت بتفاقم عداء العالم العربي على الرغم من توقيع اتفاقي سلام مع مصر والأردن وبذل جهود كبيرة لتحقيق مصالحة مع الفلسطينيين. بموازاة ذلك، فإن عداء العالم كله تقريباً لدولة إسرائيل تعاظم، وهي تجد نفسها الآن تناور داخل حقل ألغام دولي.

·      خلال الأعوام التي مرّت منذ تلك الحرب، ازداد أيضاً العداء داخل إسرائيل بين الذين يعتقدون أن الذي خلق العالم نزل إلى هذه الأرض في مثل ذلك اليوم قبل 47 عاماً ووهب لنا هذه الأرض هبة أبدية، ومن يُسمون أنفسهم "معسكر السلام" الذين يعتقدون أن دولة إسرائيل لن تبلغ شاطئ الأمان إلا إذا توصلت إلى حل وسط مع جيرانها الفلسطينيين.

مهما يكن الأمر، ليس من المبالغة القول إننا ما نزال الآن في نفس الحال التي كنا عليها يوم 10 حزيران/ يونيو 1967، بالضبط قبل 47 عاماً إلا ستة أيام، حين تم وقف إطلاق النار في الجبهة السورية وقبل ذلك في الجبهة المصرية. وفي الوقت عينه، لا يبدو أن هناك أي حلّ سياسيّ في الأفق المنظور.