· مع اندلاع الحرب طالبت إسرائيل بالإعادة الفورية غير المشروطة للجنديين المخطوفين، وبإبعاد حزب الله عن الحدود ونزع سلاحه، ونشر الجيش اللبناني في الجنوب. لكن رويداً رويداً بدأت الحكومة تتنازل عن مطالبها. وها هي الآن تنكفئ مرة أخرى. ففي جنوب لبنان توجد حالياً قوات ليست كبيرة من الجيش الإسرائيلي وينتظر أن يعود آخر الجنود إلى البلاد خلال أيام معدودة، وربما حتى ما قبل يوم الغفران. ويبدو الآن أن ليست هناك نية لدى الحكومة للإصرار على تفكيك البنى التحتية لحزب الله جنوبي نهر الليطاني، ورغم تصريحاتها الحاسمة فإنها مستعدة للتسليم بوجود حزب الله في جنوب لبنان.
· تعترف مصادر أمنية مطلعة بأن "الواقع الجديد الآخذ في التشكّل في جنوب لبنان بعيد عن آمالنا السابقة. ومن الواضح أن نزع سلاح حزب الله غير واقعي، كما أن قرار مجلس الأمن 1559، والذي في صلبه نزع سلاح حزب الله في كل لبنان وليس في الجنوب فقط، بقي حبراً على ورق. ومن الواضح أيضاً أن أي جندي من قوات اليونيفيل لن يشتبك في قتال مع عنصر مسلح من حزب الله في حال اصطدامه به".
· صحيح أن هناك أصواتاً أكثر تفاؤلاً في الأجهزة الأمنية تشير إلى أن إسرائيل ستواصل بعد انسحابها المطالبة بتطبيق قرارات مجلس الأمن بحذافيرها، لكن هذه الأصوات تعترف كذلك بأنه "لم يعد لدينا أدوات ضغط هامة على لبنان، وسيكون من الصعب إكراه حزب الله على تطبيق هذه القرارات الدولية".