· تقف إسرائيل، حسب رأيي، أمام خطر أكبر من الخطر الذي وضعته أمامها حرب لبنان الثانية إذا كان من نتائج الحرب حقاً تجميد المبادرة السياسية التي خاض رئيس الحكومة الانتخابات على أساسها. ومع أنني لست من أنصار الحلول الأحادية الجانب فيجب ألا نستخلص من الأحداث الأخيرة أنه ليس في مقدور الانسحابات الأحادية الجانب أن تخدم مصلحة إسرائيل.
· الخطوة الأولى والهامة لأية مبادرة سياسية ينبغي أن تكون محاولة جادّة للتحادث والتفاوض مع جيراننا. الأحداث في غزة ولبنان، وسير حماس في طريق حكومة وحدة وطنية مع فتح على أساس "وثيقة الأسرى" والمبادرة السعودية، تفتح أمامنا فرصاً جديدة. فهي تعتبر خطوة إلى أمام واعترافاً غير مباشر بإسرائيل.
· ليس هذا هو الواقع المثالي من ناحيتنا، لكن الانتظار من خلال طرح شروط غير واقعية يعزّز المتطرفين فقط.
· في موازاة ذلك علينا التقاط قفازات السلام التي رماها صوبنا الرئيس السوري بشار الأسد. لقد أدرتُ مفاوضات مع السوريين أشهراً طويلة. المفاوضات معهم صعبة وهم ليسوا بالشركاء المريحين. لكن في حالة كفّ السوريين عن مساعدة الإرهاب، فإن أمامنا فرصة استراتيجية لكسر محور إيران ـ سورية ـ حزب الله.
· حرب لبنان الثانية قدمت لنا فرصة ذهبية لعملية سياسية ضرورية كفيلة بأن تبلور، بمرور الوقت، السور الواقي الحقيقي لإسرائيل. ويؤدي وضع شروط مبالغ فيها من طرفنا خوفاً من الرأي العام الإسرائيلي إلى حالة من الجمود الأحادي الجانب، وإلى تدهور عسكري خطير للغاية.