زيارة البابا فرنسيس لإسرائيل يجب أن تحمل مبادرات حيال الشعب اليهودي
المصدر
معاريف

تأسست في سنة 1948، وخلال العشرين عاماً الأولى من صدورها كانت الأكثر توزيعاً في إسرائيل. مرّت الصحيفة بأزمة مالية خانقة بدءاً من سنة 2011، واضطرت إلى إغلاق العديد من أقسامها، إلى أن تم شراؤها من جديد في سنة 2014.  تنتهج خطاً قريباً من الوسط الإسرائيلي، وتقف موقفاً نقدياً من اليمين.

المؤلف

·      إن زيارة البابا فرنسيس المرتقبة لإسرائيل تستوجب إعادة البحث في مسألة علاقات إسرائيل بالفاتيكان، وهي علاقات حساسة وتحمل ذكرى 2000 سنة من الاضطهاد المسيحي. إن هذا التاريخ المشترك والدموي لا يتطلب من دولة إسرائيل أن تقوم بمبادرات حيال الكنيسة فحسب، بل يتطلب من الكنيسة أيضاً القيام بمبادرات إزاء الشعب اليهودي وممثلته الرسمية دولة إسرائيل. وضمن هذه المبادرات يجب أن يعيد البابا إلى الشعب اليهودي الكتابات الدينية والأغراض المقدسة الكثيرة التي نُهبت من أجدادنا في الماضي، وإعادة هذا التراث يجب أن تكون الشرط الأول في أي اتفاق مصالحة بين الشعب اليهودي وبين أحد أكثر الجهات المتطرفة التي اضطهدته في الماضي.

·      إن مبادرة من هذا النوع منتظرة من البابا الحالي الذي، بعكس مَن سبقوه، يبدو أكثر ليبرالية في مواقفه من المواقف الرسمية المتصلبة والمتعنتة للكنيسة. ولهذا السبب يتعين على البابا فرنسيس القيام بمبادرات مهمة وبارزة حيال دولة إسرائيل، ويجب أن نسمع من ممثلي الفاتيكان إعلاناً مباشراً يتحملون فيه المسؤولية عن سلوك الفاتيكان حيال المحرقة التي تعرّض لها يهود أوروبا، فالكنيسة لم تبادر إلى إنقاذ اليهود، وإنما ساعدت بعد الحرب في تهريب مجرمي الحرب من ألمانيا إلى أميركا الجنوبية، الأمر الذي يدل على حجم العداء للسامية وسط رجال الدين الذين كان جزء منهم مع مخطط الإبادة الألمانية المجرم.

·      صحيح أن هذا الواقع تبدّل منذ ذلك الحين، لكننا لم نسمع قط اعتذاراً رسمياً وعلنياً بشأن مسؤولية البابا عن الفظائع التي ارتُكبت في تلك الفترة. والسبب الأساسي في عدم الاعتذار هو الصعوبة اللاهوتية في الاعتراف بأن مَن يمثل الله على الأرض شارك جزئياً في أكبر جريمة شيطانية جرت منذ بداية التاريخ الإنساني. لقد اعتذر الألمان وكذلك البولونيون والأوكرانيون، لكن الكنيسة تصرّ على غسل يديها من الدماء البريئة التي أُهرقت. إن هذه الدماء، دماء إخوتنا، تفرض علينا أن نطالب باسمهم بأن تعلن الكنيسة تحمّلها المسؤولية عن مقتلهم.