· ليس مصادفة أن يكون توقيت عملية نصب صواريخ كاتيوشا في جنوب لبنان، والتي جرى التخطيط لإطلاقها على إسرائيل [وتم ضبطها في آخر لحظة من جانب الجيش اللبناني]، جاء غداة الجلسة التي عقدها المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية، والتي منح خلالها الجيش الإسرائيلي ضوءاً أخضر من أجل شن عملية عسكرية في غزة. فقد هدف هذا التوقيت إلى بث رسالة رادعة إلى إسرائيل فحواها أنها ربما تواجه ردة فعل من حدودها الشمالية، في حال قيامها باجتياح غزة.
· غير أن استعمال وسائل بسيطة [لإطلاق الصواريخ] يعزز التقديرات بأن الحديث يدور على فصيل غير شرعي. إن الفصائل غير الشرعية في لبنان هي فلسطينية، في معظمها، وتملك أسلحة قديمة مهربة، أو فضلات أسلحة جيوش الدول المجاورة. ولعل أبرز هذه الفصائل هو "فتح الإسلام" الذي يضم مسؤولين من فتح الانتفاضة (تيار أبو موسى)، ويتبنى سياسة راديكالية ذات خصائص جهادية، ويتخذ من مخيم نهر البارد في شمال لبنان مقراً لقاعدته.
· ثمة فصائل مسلحة ذات طابع ديني تعمل أيضاً في مخيمات اللاجئين القريبة من صور وصيدا، على غرار "النور" و "عصبة الأنصار". وعلى الرغم من أن هذه الفصائل ضعيفة، إلا إن في إمكانها أن تقوم بعمليات مثل تلك التي جرى إحباطها في آخر لحظة.
· لا مصلحة لحزب الله في القيام بعملية من هذا القبيل في الوقت الحالي. صحيح أن الحزب ما زال يتطلع إلى أن ينتقم من إسرائيل بسبب اغتيال مسؤول جناحه العسكري، عماد مغنية، قبل عشرة أشهر في دمشق، غير أن إطلاق بضعة صواريخ على إسرائيل بصورة عمياء لا يعتبر عملية نوعية يمكنها إرضاء [الأمين العام لحزب الله] حسن نصر الله.