إسرائيل على وشك الرد بصورة قاسية على صواريخ "حماس"
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·       توشك إسرائيل أن ترد على هجمات "حماس" الصاروخية، بصورة قاسية للغاية. وعلى الرغم من أن هذا الرد لن يتطور، حتماً، إلى حرب شاملة (فالطرفان، حتى الآن، وكما يبدو، ليسا معنيين بها)، إلا إن الأيام القليلة المقبلة ستنطوي على وضع حد لسياسة ضبط النفس الإسرائيلية.

·       هناك بضعة تسويغات وراء هذا التغيير [في الموقف الإسرائيلي]، ولعل التسويغ المركزي بينها هو مستجدات الأوضاع الميدانية. فقد بلغ عدد الصواريخ وقذائف الهاون، التي أطلقت على النقب، منذ أن أعلنت "حماس" انتهاء التهدئة في 19 كانون الأول/ ديسمبر 2009، نحو مئتي صاروخ وقذيفة. ولا يجوز التغاضي عن السياق السياسي أيضاً، إذ إن كيبوتسات النقب، التي تعرضت لقصف الصواريخ، تكاد تكون آخر معاقل التأييد لوزير الدفاع ورئيس حزب العمل، إيهود باراك. وهناك أيضاً اعتبار عملي، إذ يدّعي المسؤولون في المؤسسة الأمنية الإسرائيلية أن إسرائيل بحاجة إلى تظاهرة قوة ضد "حماس" كي لا تنجر إلى تهدئة مقبلة من موقع الطرف الضعيف والمرعوب في معادلة الردع [بين الطرفين].

·       لقد أصبح التوقيت النهائي للعملية العسكرية الإسرائيلية، من الآن فصاعداً، مرتبطاً بنشوء أوضاع عملانية ملائمة، أي تحسن الأحوال الجوية، وإعداد العدة المطلوبة لامتلاك عنصر المفاجأة.

·       يبقى السؤال: ما الذي تتطلع إسرائيل إلى تحقيقه من وراء العملية العسكرية في غزة؟ إن تصريحات الوزراء في هذا الشأن تعكس تخبطاً كبيراً. لكن يبدو أن الهدف الأولي، الذي سيضعه كل من باراك ورئيس هيئة الأركان العامة غابي أشكنازي، على عاتق الجيش، هو جباية ثمن حقيقي من "حماس"، وذلك بطريقة تجعلها توافق على العودة إلى التهدئة. إن الطريقة المعقولة لتحقيق هدف من هذا القبيل لا تكمن في احتلال غزة، ولا في مطاردة منصات إطلاق الصواريخ كلها.

·       سيهتم الجيش الإسرائيلي، عشية شن العملية العسكرية، بأن يوضح للجمهور الإسرائيلي العريض أنه لا يهدف إلى وقف إطلاق الصواريخ تماماً. وعلى ما يبدو، سيكون لسلاح الجو دور مركزي في هذه العملية التي من الممكن أن تتطور إلى عملية عسكرية برية إذا ما استمر التصعيد.