· يبدو أن "حماس" مستعدة لوقف إطلاق النار، غير أنها ترهن ذلك بفتح معبر رفح، علاوة على أمور أخرى. وبحسب رأيي، فإن لدى إسرائيل مصلحة في فتح هذا المعبر، غير أن مصر هي التي تعارض ذلك، لأنها لا ترغب في أن تكون مسؤولة عن غزة.
· إن المصلحة الإسرائيلية تعود إلى واقع استمرار تدفق السلاح على غزة، من فوق الأرض ومن تحتها، علاوة على أن فتح معبر رفح سيحرّر إسرائيل نهائياً من تهمة "الاحتلال".
· لقد حدث في لبنان أمر مشابه لما يحدث الآن إزاء معبر رفح. ففي أعقاب اغتيال [رئيس الوزراء اللبناني الأسبق] رفيق الحريري، سارعت إسرائيل إلى الانضمام إلى المبادرة التي هدفت إلى إخراج القوات السورية من لبنان. وكان من الواضح، في ذلك الوقت، أن خروج القوات السورية سيؤدي إلى تطورين: الأول - دخول إيران لملء الفراغ، وبالتالي تعاظم قوة حزب الله السياسية والعسكرية، والثاني - أن يصبح الاهتمام السوري متركزاً في هضبة الجولان، عقب فقدان لبنان.
· لا شك في أن موضوع اتفاق السلام مع سورية في مقابل إعادة هضبة الجولان شرعي للغاية. ومع ذلك، كان من الأفضل لو أن المفاوضات في هذا الشأن جرت مع السوريين في الوقت الذي كانوا مسيطرين خلاله على لبنان، إذ كان سيتعين عليهم آنئذ أن يلتزموا سلاماً يشمل لبنان، بما في ذلك تفكيك حزب الله. بناء على ذلك، يمكننا الآن أن نتوصل إلى سلام مع سورية، لكن مشكلة حزب الله لن تجد حلاً لها في هذا الإطار.
· إن السياسة الصحيحة تقتضي قراءة صحيحة لخريطة المصالح كلها، لا الاصطفاف التلقائي إلى جانب حلفائنا، ولا المعارضة التلقائية لمطالب أعدائنا، على غرار ما حدث بالنسبة إلى غزة وأيضاً بالنسبة إلى لبنان.