من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
بقلم: باراك رافيد
"بعث مسؤولون كبار في وزارة الخارجية الأمريكية رسائل إلى نظرائهم الإسرائيليين في الأشهر الأخيرة عبروا فيها عن قلقهم إزاء التأثيرات السلبية المحتملة لاتفاق سلام بين إسرائيل وسورية على السيادة اللبنانية. وذُكر أن المسؤولين الأميركيين كتبوا في رسائلهم: "لا تبيعوا لبنان للسوريين".
وطلبت الرسائل الدبلوماسية من إسرائيل أن تظل ملتزمة سيادة لبنان مهما يكن الثمن، مؤكدة أنه "يتوجب على إسرائيل ألاّ تضحي بلبنان من أجل سلام مع سورية". ومع ذلك، قال مصدر في ديوان رئيس الحكومة أمس (الثلاثاء)، إن "هذا الأمر ليس مطروحاً على الطاولة".
وقالت مصادر سياسية في القدس إن مخاوف الأميركيين تنبع من عدد من التصريحات الأخيرة التي أدلى بها مسؤولون إسرائيليون في محافل مغلقة، والتي جاء فيها أن سورية هي الوحيدة القادرة على كبح حزب الله في لبنان.
وكان مايكل هيرتسوغ، رئيس طاقم مكتب وزير الدفاع إيهود باراك، آخر مسؤول إسرائيلي يتحدث بمثل هذا الكلام، حيث قال في منتدى في واشنطن قبل عدة أسابيع: "في إطار اتفاق سلام، على إسرائيل الاعتراف بمكانة سورية الفريدة في لبنان".
واعتبر بعض المسؤولين الأميركيين هذا التصريح بمثابة موافقة على تجديد السيطرة السورية على لبنان. وأضاف هيرتسوغ إن ديمقراطية لبنان تفتقر إلى أساس متين، وإن البلد في الواقع يديره حزب الله وحلفاؤه.
ولا يزال هناك عدة نقاط خلاف بين واشنطن والقدس بشأن قضية لبنان وسورية. ويعتقد المسؤولون الإسرائيليون أن الإدارة الأمريكية القادمة ستتخذ مواقف مماثلة لمواقف الإدارات السابقة، وستدعم حكومة فؤاد السنيورة، وخصوصاً قبل الانتخابات البرلمانية التي ستجرى في سنة 2009.
وقالت مصادر سياسية في القدس إن الولايات المتحدة تمارس ضغوطاً كبيرة على إسرائيل لاستكمال انسحابها من قرية الغجر الحدودية اللبنانية قبل الانتخابات، وذلك لتعزيز حكومة السنيورة.
وأعرب ديفيد هيل، مبعوث وزارة الخارجية الأميركية إلى لبنان، عن مشاعر مماثلة خلال زيارة قام بها لإسرائيل منذ عدة أيام. فخلال اجتماعات عقدها هيل في إسرائيل، قال مسؤولون إسرائيليون له إن على الحكومة اللبنانية وحدها أن تتعامل [معنا] في مسألة قضية الغجر، وكذلك الأمر بالنسبة إلى معظم انتهاكات قرار مجلس الأمن رقم 1701 الذي طالب بنزع سلاح حزب الله، وبإخراج القوات شبه العسكرية من منطقة جنوبي نهر الليطاني.
وبحسب بعض التقارير، رد هيل بطريقة غير دبلوماسية، وقال: "الانسحاب من الغجر هو أمر عليكم القيام به. إنكم لن تفعلوا ذلك من أجلنا، وإنما تنفيذاً لترسيم الخط الأزرق، فلا تحاولوا استخدام هذا الأمر للحصول على نقاط أو تعاطف من جانب الولايات المتحدة".
وكان رئيس الحكومة إيهود أولمرت قرر قبل عدة أسابيع بدء محادثات مع مسؤولي الأمم المتحدة بشأن الانسحاب من القرية. ونهار الأحد الفائت، التقى مبعوث الأمم المتحدة مايكل وليامز ممثلين عن الجيش الإسرائيلي ووزارة الخارجية قبل توجهه إلى بيروت للاجتماع بالسنيورة".