من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· تستحق الجهود التي يبذلها رئيس الحكومة الإسرائيلية المنتهية ولايته، إيهود أولمرت، من أجل دفع محادثات السلام مع سورية قدماً، الثناء كله، حتى لو افترضنا أنها لن تؤدي إلى اتفاق سياسي في غضون الفترة القليلة المتبقية لانتهاء ولاية الحكومة الحالية.
· لقد نجح أولمرت في إحياء قناة المفاوضات مع سورية بعد ثمانية أعوام من الجمود، وسيترك لخليفته إطاراً لإدارة المفاوضات بوساطة تركيا. ويعتبر هذا الإنجاز مهماً للغاية، إذا ما أخذنا في الاعتبار أنه يأتي في إثر حرب لبنان الثانية [صيف سنة 2006] ضد حزب الله، حليف سورية، وبعد قصف المفاعل النووي السوري في صيف سنة 2007. كما أن أولمرت جازف في الاختلاف مع إدارة [الرئيس الأميركي] جورج بوش، التي تعارض أي محادثات مع السوريين.
· يعتقد أولمرت أن لدى إسرائيل مصلحة عليا في إضعاف التحالف العسكري الذي يهددها، والذي يضم إيران وسورية وحزب الله و "حماس". وبحسب رأيه، وكذلك بحسب رأي وزير الدفاع [إيهود باراك] ورئيس هيئة الأركان العامة [غابي أشكنازي] ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية [عاموس يادلين]، فإن مفتاح تقويض هذا التحالف كامن في التوصل إلى تسوية مع النظام العلماني في دمشق، تجعله يقترب من الغرب ويبتعد عن حكام طهران.
· غير أن المرشَحين الأوفر حظاً لرئاسة الحكومة الإسرائيلية المقبلة، بنيامين نتنياهو [رئيس الليكود] وتسيبي ليفني [رئيسة حزب كاديما]، يبديان تحفظهما من المسار السوري. وتدل مقاربة كل منهما، في أفضل الأحوال، على ضيق أفق هدفه استمالة الناخبين اليمينيين، وفي أسوأ الأحوال، على معارضة جوهرية لتسوية تخدم مصالح إسرائيل الاستراتيجية. وعلى الرغم من ذلك، يتعين على الحكومة الإسرائيلية المقبلة أن تحذو حذو أولمرت، وأن تواصل اختبار قناة المفاوضات السورية، بصورة جادة وشجاعة.