إيران رئيسة منظمة أوبيك
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

المؤلف
  • قبل شهرين، انتُخبت إيران رئيسة لمنظمة الدول المصدرة للنفط أوبيك، وذلك للمرة الأولى منذ نشوء الثورة الإسلامية في إيران. وبالإضافة إلى ما يمثله هذا الانتخاب من نجاح للديبلوماسة الإيرانية، فإن تولي إيران رئاسة منظمة الأوبيك سيمنح أحمدي نجاد أداة جديدة لتهديد الدول الغربية.
  • بالاستناد إلى الأرقام الرسمية لمنظمة أوبيك، فإن الدول الأعضاء فيها كانت في سنة 2009  تملك نحو 80 في المئة من الاحتياط النفطي في العالم. أما إيران فتملك نحو 130 مليار برميل من النفط الخام، مما يشكل نحو 13 في المئة من احتياط النفط العالمي. وعلى الرغم من أن السعودية وفنزويلا تملكان احتياطاً نفطياً أكبر، فإن وصول إيران إلى رئاسة الأوبيك سيمنحها القدرة على التحكم بأسعار النفط في العالم.
  • إن الدول الخمسة زائد واحد التي تجلس في مواجهة إيران إلى طاولة المفاوضات المتعلقة بالموضوع النووي الإيراني، هي من بين أكبر الدول المستهلكة للنفط. ولهذا السبب فإن العقوبات المفروضة على إيران لم تشمل حتى اليوم مقاطعة النفط الإيراني. فكل إنسان عاقل يعرف أن مثل هذا الحظر سيؤدي إلى صعود أسعار النفط في العالم. لذا تجد الدول الخمسة زائد واحد نفسها واقعة بين المطرقة والسندان؛ ففرض الحظر على النفط من إيران لن يلحق الضرر بإيران وحدها، وإنما سيزعزع الاستقرار الاقتصادي لهذه الدول.
  • وقد سبق أن أعلن الإيرانيون أكثر من مرة أنهم سيلجأون إلى استخدام سلاح النفط، في حال لم يبق لديهم خيار آخر. وفي إمكان إيران بالتنسيق مع الدول الأعضاء في أوبيك استخدام الاحتياط النفطي من أجل رفع أسعار النفط في سنة 2011، وسيسهل ترؤسها منظمة الأوبيك هذا الأمر. وسيكون في إمكان إيران التأثير في سعر صرف الدولار واليورو، بواسطة أسعار بيع برميل النفط. كما علينا ألا ننسى تهديدات إيران بإغلاق مضائق هرمز في وقت الطوارىء.
  • ينبغي علينا ألا ننسى أن عائدات إيران من النفط والغاز توازي نحو 55,6 مليار دولار، مما يشكل حوالي 60 في المئة من مداخيل الدولة. من هنا فإذا قررت إيران تقويض سوق النفط العالمي، فإنها ستقوض أيضاً الاقتصاد الإيراني. من هنا يمكن القول أن سلاح النفط سلاح ذو حدين.
  • إن تولي إيران رئاسة منظمة أوبيك سيشكل أداة دفاع إضافية عن مشروعها النووي. ولكن يمكن اللجوء إلى وسائل كثيرة من أجل مواجهة التهديدات الإيرانية. مثلاً يمكن إحياء منظمة الدول العربية المصدرة للنفط المنافسة لأوبيك. فإذا كانت دول الخليج العربي وعلى رأسها السعودية ترغب فعلاً في وقف المشروع النووي الإيراني، فإن عليها ان تكون مستعدة للتضحية من أجل ذلك.
  • إن في إمكان منظمة الدول العربية المصدرة للنفط التي أنشئت من اجل استخدام سلاح النفط في الصراع العربي-الإسرائيلي أن تعلن أن إيران هي العدو الجديد، وأن تتعهد في وقت الأزمة االسياسية مع إيران زيادة صادراتها للنفط من أجل منع التبدلات الكبيرة في أسعار النفط.
  • إن سنة 2011 هي سنة حاسمة بالنسبة للمشروع النووي الإيراني. ويجب على الدول الغربية أن تبذل كل ما في وسعها من أجل وقف السعي الإيراني الحثيث من أجل الحصول على السلاح النووي. من المحتمل أن يؤدي الصدام الجبهوي مع إيران إلى الحاق الضرر بالاقتصاد الغربي في المدى القصير، ولكنه سيحافظ على الاستقرار في الشرق الأوسط في المدى البعيد.