الجيش الإسرائيلي غير متحمس لخوض معركة في غزة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·       تبدو صورة الأوضاع، قبل يوم واحد من الموعد الذي تدّعي "حماس" أن التهدئة في قطاع غزة ستنتهي فيه [19 كانون الأول/ ديسمبر 2008]، على النحو التالي: ستمتنع إسرائيل قدر الإمكان، في الوقت الحالي، من القيام بعمليات هجومية كونها معنية باستئناف وقف إطلاق النار الشامل. أمّا "حماس" التي تشهد خلافات داخلية حادة، فإنها تبقي الخيارات كلها مفتوحة. لكن من شأن طرف ثالث أن يؤثر في الواقع بصورة كبيرة، وهذا الطرف هو حركة الجهاد الإسلامي، التي أطلقت أمس نحو 25 صاروخاً على منطقة النقب.

·       بدءاً من يوم غد، سيكون هناك احتمالات لثلاثة سيناريوهات: الأول- عودة "حماس" والفصائل الأصغر منها، بالتدريج، إلى "نظام التهدئة الشاملة" من دون إعلان ذلك بصورة رسمية؛ الثاني- بذل محاولة فلسطينية لفرض "تهدئة ناقصة" تضطر إسرائيل، في إطارها، إلى ضبط نفسها إزاء عمليات إطلاق الصواريخ اليومية؛ الثالث- تصعيد كبير يبادر الفلسطينيون إليه وينتهي بردة فعل قاسية من الجيش الإسرائيلي.

·       يعتقد وزير الدفاع، إيهود باراك، الذي يحظى بدعم قادة الأجهزة الأمنية المختلفة في هذا الشأن، أنه في حال حدوث تصعيد كبير، من المهم أن تحمّل الأسرة الدولية "حماس" المسؤولية عنه. وقد جرى استغلال الأسابيع القليلة الفائتة من أجل إنعاش خطط الجيش الإسرائيلي العملانية، تحسباً لاحتمال احتلال قطاع غزة. غير أن الجيش لا يبدي حماسة لخوض معركة في غزة، ولو أن الأمر مرهون بهيئة الأركان العامة وحدها لكان الجنرالات الإسرائيليون، في معظمهم، يفضلون أن يمتنعوا من شن عملية عسكرية كبرى.