· لا بُد من القول إن التقصير الحقيقي الذي كشف الحريق الكبير في الكرمل النقاب عنه كامن في إهمال خدمات الإطفاء والإنقاذ في إسرائيل، على الرغم من كونها ركناً أساسياً من أركان حماية الجبهة الداخلية. وفي ضوء هذا الإهمال فإن الجهات المسؤولة عن هذه الخدمات لا يمكنها أن تقوم بدورها في ساعات الطوارئ، وخصوصاً في حال وقوع مواجهة عسكرية مقبلة تكون مقرونة بإطلاق صواريخ على مناطق آهلة بالمدنيين.
· وكان مراقب الدولة الإسرائيلية قد أصدر سنة 2007، في ضوء مجريات حرب لبنان الثانية [صيف 2006]، تقريراً يتعلق بأوضاع الجبهة الإسرائيلية الداخلية، وطالب بتنفيذ توصياته فوراً (وذلك نظراً إلى عدم قيام لجنة فينوغراد التي تقصت وقائع تلك الحرب بدراسة أوضاع الجبهة الداخلية)، وطرأت منذ ذلك الوقت تحسينات كثيرة على عمل خدمات الإسعاف الأولي وأقيمت "هيئة طوارئ وطنية" في وزارة الدفاع، غير أن خدمات الإطفاء والإنقاذ بقيت على حالها الرثّة.
كما تجدر الإشارة إلى أن المسؤولين في وزارة الداخلية الإسرائيلية [المسؤولة عن خدمات الإطفاء والإنقاذ] يعتقدون أنه لا توجد أي ضرورة لبذل جهود كبيرة في تأهيل رجال الإطفاء، لذا بقي تأهيلهم الأساسي متخلفاً جداً عن التأهيل الذي يحصل عليه نظراؤهم في الدول المتطورة في العالم كافة. بناء على ذلك، فإن الدرس الأهم الذي يجب استخلاصه من الحريق في الكرمل هو إنقاذ خدمات الإطفاء والإنقاذ من يد وزارة الداخلية على وجه السرعة.