من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".
· امتازت عشرات التعليقات التي نشرتها الصحف التركية بشأن الاعلان عن المساعدة التركية [في اخماد حريق جبل الكرمل] بسمة مشتركة، فجميعها تحدثت عن الصداقة مع إسرائيل، وذكرّت كيف هبت إسرائيل في الماضي لمساعدة تركيا عندما كانت هذه في محنة. والسؤال المطروح اليوم: هل الحرائق التي اشتعلت في جبل الكرمل، وتسببت بمجيء طائرتي الإطفاء التركية، وكلام العزاء الذي وجههه أردوغان إلى ضحايا الحريق، سيساعدان في إذابة الجليد الذي غلّف العلاقات التركية الإسرائيلية منذ أكثر من سنة ونصف السنة؟
· إن مصطلح "دبلوماسية الكوارث" هو مصطلح معروف مثل مصطلح" دبلوماسية البينغ بونغ" التي كانت بداية المصالحة بين الولايات المتحدة والصين، و"دبلوماسية كرة القدم" التي سرّعت بالاتفاقات بين تركيا وأرمينيا،. كما ان لدى إسرائيل واليونان وتركيا، خبرة في "دبلوماسية الهزات الأرضية". ففي سنة 1999، وفي أعقاب المساعدة التي قُدمت إلى المتضررين جراء الهزة الأرضية الهائلة التي ضربت تركيا، تحسنت العلاقات بين تركيا واليونان بصورة كبيرة. كما نالت إسرائيل لقب الصديقة المقربة إلى تركيا بعدما بنت بسرعة قياسية قرية لاستقبال المتضررين من الهزة الأرضية.
· إن المساعدة التركية الأخيرة لإسرائيل هي قبل كل شيء ردة فعل طبيعية تجاه دولة تمر في محنة، ومن دون أن يكون لذلك علاقة بالعلاقات السياسية العدائية بين الدولتين. وقد أوضح أردوغان ذلك إلى الصحافيين قائلاً: "لامجال للخلط بين الأمرين، فالعلاقات التركية الإسرائيلية لن تتحسن بصورة كاملة إذا لم تعتذر إسرائيل، ولم تدفع التعويضات لضحايا الهجوم على الأسطول". لكن نتنياهو ألمح في كلامه إلى الرغبة الإسرائيلية في المصالحة مع الأتراك إذ قال: "أنا أكيد من أن المساعدة التركية، ستفتح الباب أمام تحسين العلاقات بين الدولتين".
· بعد أن مد أردوغان يده وأرسل الطائرات إلى إسرائيل، فإن تحريك المساعي من أجل ترميم العلاقات بين الدولتين هو اليوم بين يدي نتنياهو. ولن تحدث كارثة إذا عبرت إسرائيل عن أسفها واعتذرت عن مقتل المواطنين الأتراك.
لقد تحولت تركيا إلى دولة إقليمية مهمة للغاية ليس بسبب الانتقادات التي يوجهها أردوغان إلى إسرائيل، وإنما نتيجة سياسة خارجية جديدة وهجومية. كما أن أهمية تركيا بالنسبة لإسرائيل لم تتراجع بعد الخلاف معها. وضاعفت علاقات تركيا مع إيران وسورية ولبنان، من أهمية ترميم العلاقات بين القدس وأنقرة. إن الفرصة متاحة الآن لإسرائيل، ومن المؤسف أننا كنا بانتظار حدوث كارثة من هذا النوع كي تسنح هذه الفرصة التي سيكون من الحماقة السياسية تضييعها.