الناخب الإسرائيلي يرغب في معرفة مواقف زعمائه من القضايا الجوهرية للنزاع
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       يبدو أن [رئيس الليكود] بنيامين نتنياهو تذكّر "عملية السلام" القديمة والجيدة بعد أن اكتشف أن رؤيا "السلام الاقتصادي" غير كافية لجعله يحتل مكانة مرموقة في وسط الخريطة السياسية. ولذا فقد بدأ يتنقل بين الصحف وقنوات التلفزة، وبين السفراء الأوروبيين والدبلوماسيين العرب، ويوزع عليهم أقراص تهدئة فحواها أنه سيستمر في المفاوضات مع الفلسطينيين من أجل التوصل إلى اتفاق دائم، بل سيفضلها على المفاوضات مع السوريين.

·       بطبيعة الحال في إمكان نتنياهو أن يراهن، في الوقت الحالي، على أن تعرقل صواريخ القسام أي مفاوضات. وقد سبق أن تذرع، بعد فوزه في الانتخابات العامة في سنة 1996، بـ "الإرهاب" الفلسطيني كحجة لرفض البدء بمفاوضات التسوية الدائمة، على الرغم من تعهده قبل الانتخابات بأن تعترف حكومة الليكود "بالوقائع المستجدة نتيجة اتفاق أوسلو، وبأن تجري مفاوضات مع الفلسطينيين للتوصل إلى تسوية سلمية دائمة".

·       لقد ورد في موقع رئيس الليكود على شبكة الانترنت،وتحت عنوان "الأمن"، أن الفلسطينيين غير ناضجين لتسوية تاريخية تضع حداً للنزاع. وبناء على ذلك فإن نتنياهو يقترح تحسين الحياة اليومية للفلسطينيين، ووقف المساعدات إلى [رئيس السلطة الفلسطينية] محمود عباس و[رئيس الوزراء الفلسطيني] سلام فياض. بكلمات أخرى، يقترح سحب البساط من تحت أقدام المعسكر الفلسطيني البراغماتي، واستبدال محاولة حل النزاع في المدى القريب بإدارته على المدى البعيد.

·       لا شك في أنه يتعين على الناخب الإسرائيلي، الذي لم يتنازل عن الأمل بإنهاء الاحتلال للمناطق [الفلسطينية]، وبتطبيع العلاقات مع الدول العربية كلها، ألاّ يكتفي بتعهد نتنياهو الفضفاض بأن "يستمر في المفاوضات". كما يجدر بـ [رئيسة حزب كاديما] تسيبي ليفني أن تخبرنا عن الفجوة التي ما زالت قائمة بين مواقفها ومواقف [رئيس طاقم المفاوضات الفلسطيني] أحمد قريع، بعد مرور عام على المفاوضات بين الطرفين. ولن يضير [رئيس حزب العمل] إيهود باراك أن يعلن على الملأ ما إذا تخلص من مقولة "لا يوجد شريك"، وما الذي يعرضه على الفلسطينيين، في حالة تخلصه منها فعلاً. من حق الناخب الإسرائيلي أن يعرف ما هي مواقف زعمائه في موضوعات الحدود والمستوطنات وتقسيم القدس ومشكلة اللاجئين.