الأمن قبل القـدس
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

·       أصدر مركز واشنطن لدراسات الشرق الأوسط، وهو أحد الهيئات التي من المتوقع أن تؤثر في سياسة [الرئيس الأميركي المنتخب] باراك أوباما في الشرق الأوسط، تقريراً بعنوان "الأمن أولاً" أكد فيه أنه إذا لم يتوصل الإسرائيليون والفلسطينيون إلى قناعة بأن الاتفاق بينهما سيضمن الأمن لكليهما، فلن يكون في الإمكان تحقيق تنازلات في الموضوعات الجوهرية الأخرى، مثل القدس واللاجئين.

·       جاء في هذا التقرير أن لدى إسرائيل تجربة مريرة جراء انسحابها من لبنان وقطاع غزة. ومن أجل أن توافق على انسحاب آخر يجب أن تقتنع بأنها لن تكون عرضة للإرهاب ولإطلاق الصواريخ عليها من المناطق [المحتلة] التي ستنسحب منها. كما أن السيطرة الأمنية مهمة كثيراً للفلسطينيين من أجل تعزيز الثقة بفكرة الدولة الفلسطينية ذات القدرة على أداء مهماتها.

·       بحسب التقرير، فإن الطريق الأكثر عملية لدفع الأوضاع الأمنية في المنطقة قدماً تكمن، من وجهة نظر الولايات المتحدة، في توسيع نطاق المبادرة التي يقودها الجنرال كيث دايتون، وفحواها تدريب أجهزة الأمن التابعة للسلطة الفلسطينية وتأهيلها. ويقترح التقرير أن يصبح دايتون خاضعاً لوزارة الدفاع الأميركية بدلاً من وزارة الخارجية، وأن يتم زيادة الميزانية الأمنية ورفع عدد الأشخاص العاملين معه (يعمل معه في الوقت الحالي 16 ضابطاً).

·       يدّعي التقرير أن فكرة إلقاء مهمة الحفاظ على الأمن على عاتق قوات تابعة لحلف شمال الأطلسي ليست عملية، وذلك لعدة أسباب منها أن هذه القوات مشغولة بمهمات أخرى (مثل الحرب في أفغانستان). وهذا الموقف مخالف للموقف الذي سبق أن أعرب عنه مسؤولان كبيران في الإدارات الأميركية السابقة هما [المستشاران السابقان لشؤون الأمن القومي] زبيغنيو بريجنسكي وبرانت سكوكروفت. غير أن التقرير يقترح دراسة إمكان توسيع نطاق تدخّل الأردن في هذه العملية.

·       يكيل التقرير المديح لمبادرة جنين، والتي أسفرت عن تولي السلطة الفلسطينية المسؤولية الأمنية عن المدينة. ومن المعروف أن العراب الرئيسي لهذه المبادرة هو الجنرال جيمس جونز، المرشح لتولي منصب مستشار الأمن القومي للرئيس أوباما.

·       في واقع الأمر تعتبر هذه المبادرة ناجحة نسبياً، غير أن الطريق إلى نجاح الإجراءات الأمنية البعيدة المدى لا تزال طويلة. ولا شك في أن ثقة إسرائيل بأن السلطة الفلسطينية تملك قدرة أمنية على المدى البعيد، سيدفع الطرفين [الإسرائيلي والفلسطيني] قدماً نحو التوصل إلى تسوية.