· لا يحتاج المرء إلى أن يتمتع بروح السخرية كي يقدّر أنه لو لم يكن [رئيس حزب العمل] إيهود باراك وزير الدفاع في إسرائيل لما كانت [رئيسة كاديما] تسيبي ليفني تتخذ موقف المتحمس لردة فعل إسرائيلية قوية على إطلاق صواريخ القسام من غزة. إن باراك، وعلى غرار وزراء الدفاع كلهم، يعكس موقف الجيش الإسرائيلي. والجيش لا ينفك يؤكد أنه في ظل الأوضاع القائمة لا يمكنه القيام بأكثر مما يقوم به [في مواجهة إطلاق الصواريخ من غزة على البلدات الإسرائيلية الجنوبية].
· على الرغم من ذلك، هناك استعداد لدى الجيش الإسرائيلي للاعتراف بخطأ واحد، هو عدم الرد بقوة كبيرة على عملية إطلاق الصواريخ على القاعدة العسكرية المحاذية لمستوطنة ناحل عوز مؤخراً، والتي أسفرت عن إصابة ستة جنود إسرائيليين بجراح.
· إن المفهوم السائد لدى المؤسسة الأمنية الإسرائيلية، في الوقت الحالي، هو أن سرّ نجاح إسرائيل في غزة يكمن فيما لا تقدم عليه، أي في عدم تورطها بعملية برية كبرى لن تكون نهايتها مضمونة تماماً. ويؤكد المسؤولون في المؤسسة الأمنية أن الحل، في نهاية الأمر، هو الانفصال التام عن القطاع، مع انفتاحه الكلي على الجانب المصري.
· لا شك في أن الأوضاع القائمة بين إسرائيل وغزة تتطلب قيادة إسرائيلية حكيمة يكون في إمكانها أن تستخلص العبرة الصحيحة منها، وهي أن الجبهة الإسرائيلية الداخلية مهددة أكثر من جبهة القتال، وأن حسم المعركة [عسكرياً] شبه مستحيل. وبناء على ذلك، هناك ضرورة لإجراء تغييرات في بنية الجيش الإسرائيلي وميزانيته، وفي الأهداف الأمنية الإسرائيلية الأساسية. وليس في إمكان إيهود أولمرت وإيهود باراك وتسيبي ليفني وبنيامين نتنياهو أن يرتقوا إلى مصاف قيادة كهذه.