عمليات بومباي مرتبطة بالنزاع الهندي ـ الباكستاني
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

المؤلف

·       مالت ردة الفعل الطبيعية على العمليات "الإرهابية" في مومباي [الهند] إلى تحميل منظمة القاعدة المسؤولية الكاملة عنها. وبناء على ذلك، فإن النتيجة المطلوب استخلاصها هي أن طريق العمل الوحيدة تكمن في تعزيز التعاون الدولي [في "الحرب على الإرهاب"]، وفي استمرار الحرب في أفغانستان، وممارسة الضغط على باكستان كي تصعد كفاحها ضد المنظمات الأصولية الناشطة على أراضيها.

·       غير أن عمليات مومباي تنطوي على دوافع شديدة الخصوصية، قد تكون مرتبطة بالنزاع القومي بين باكستان والهند، والقائم منذ سنة 1947، عندما قامت الأولى بالانفصال عن الثانية ونالت استقلالها كدولة تهدف إلى أن تكون وطناً لملايين المسلمين الذين عاشوا في الهند.

·       لقد أدى هذا النزاع، حتى الآن، إلى اندلاع ثلاث حروب بين الدولتين تركزت في إقليم كشمير، الذي تدعي كل منهما الحق في ضمه إليها. والخشية الكبرى هي أن يتدهور هذا النزاع إلى خطر التهديد باستعمال الأسلحة النووية، التي ثبت أنها موجودة في حيازة الدولتين.

·       إن الحديث يدور، إذاً، على حرب بين الهند وباكستان، لا على حرب بين الإسلام والهندوسية أو الغرب. وفي ظل هذه الحرب، ليس في إمكان باكستان أن تفرض سيطرتها المطلقة على منظمات "إرهابية" تعمل في أراضيها وتنطلق منها إلى الهند وأفغانستان. وفي ضوء خريطة المخاطر الاستراتيجية الراهنة يجدر اعتبار باكستان مصدراً لخطر كبير، ربما أكثر من إيران.

·       غير أن باكستان حليفة للولايات المتحدة في حربها على القاعدة في أفغانستان. وعلى ما يبدو، فإن الإدارة الأميركية لا ترغب في أن تمارس ضغطاً أكبر عليها في الوقت الحالي، بسبب وجود حكومة باكستانية تشكلت بصورة ديمقراطية. ومعروف أن الديمقراطية هي البضاعة التي يحاول الرئيس جورج بوش، تسويقها في العالم. بناء على ذلك فإن إعلان باكستان الآن، دولة داعمة للإرهاب، على غرار سورية وإيران، يعني الاعتراف بفشل السياسة الأميركية الخارجية.

·       في الوقت نفسه، فإن الهند التي تملك ترسانة نووية، ولم توقع معاهدة حظر نشر الأسلحة النووية، مثلها مثل باكستان وإسرائيل، تثير غضب واشنطن بسبب عزمها على أن تمد أنبوب غاز من إيران إلى أراضيها، وهذا يعني خرق سياسة العقوبات الأميركية إزاء إيران.

·       في ضوء ذلك كله يبدو أن عمليات المنظمات "الإرهابية" هي الطريق الوحيدة التي بقيت لخوض حرب بين الهند وباكستان، بصورة لا تستدعي تدخلاً أميركياً كبيراً، كما أنها تمنع احتمال التدهور إلى حرب نووية.