· ينوي الرئيس الأميركي المنتخب باراك أوباما أن يكون رئيساً عملياً، وسيحاول أن يحرك موضوعات يمكن دفعها قدماً. والموضوعات الملحة والمدرجة في جدول أعماله هي: استقرار الوضع في العراق وسحب القوات الأميركية منه؛ أفغانستان وباكستان؛ التحدي الروسي؛ البرنامج النووي الإيراني؛ الإرهاب. وفيما يتعلق بالنزاع الشرق أوسطي، سيبحث أوباما عن إنجازات يمكن تحقيقها ولن يضيع وقته في مفاوضات عقيمة لا تفضي إلى أي مكان. ومن دون الاستهانة بالجهود الجبارة التي يبذلها رئيس الحكومة إيهود أولمرت ووزيرة الخارجية تسيبي ليفني على صعيد إرساء الأساس لاتفاق مع الفلسطينيين، من الصعب أن نصدق أنه يمكن إتمام صفقة مع [الرئيس الفلسطيني] محمود عباس، الذي بالكاد يسيطر على الضفة، في حين تسيطر "حماس" على غزة.
· من الجائز أن نفترض أن أوباما، خلافاً للرئيس جورج بوش، سيركز جهوده على تحقيق سلام إسرائيلي ـ سوري، وذلك على الرغم من أن المحيطين به نصحوه بضرورة اقتلاع النزاع الفلسطيني ـ الإسرائيلي من الجذور، الأمر الذي سيؤدي إلى حل مشكلات العالم كافة. ومن الجائز جداً أن يحاول أوباما الدفع نحو التوصل إلى اتفاق إسرائيلي ـ سوري، للأسباب التالية: لأن تحقيق هذا الأمر أسهل؛ لأنه سيساعد على كبح التوسع الإيراني وسيضعف حزب الله والمنظمات "الإرهابية"؛ لأنه سيساعد أوباما على تنفيذ تعهده خلال المعركة الانتخابية بسحب القوات الأميركية من العراق. إن [الرئيس السوري] بشار الأسد بحاجة إلى التقرب من الولايات المتحدة من أجل تحسين الوضع الاقتصادي البائس لسورية، وكي يعزز نظامه ويبعد عن نفسه تهديد المحكمة الدولية في قضية اغتيال رئيس الحكومة اللبنانية السابق رفيق الحريري.
· العامل المستتر في هذه المعادلة هو إسرائيل. وإذا كانت استطلاعات الرأي تعبر بصورة صحيحة عما سيحدث في صناديق الاقتراع في 10 شباط/ فبراير، وإذا ما أصبح بنيامين نتنياهو هو رئيس الحكومة الإسرائيلية القادم، فمن الجائز أن نفترض أنه لن يكون هناك اتفاق مع الفلسطينيين، لكن الأمر بالنسبة إلى السوريين مختلف. الأسد يملك القدرة، ومحمود عباس لا يملكها، وهذا ما سيصنع الفرق.