وجه رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو أمس، دعوة علنية إلى المعارضة كي "تتحلى بروح المسؤولية"، وتؤيد المبادئ السياسية التي عرضها خلال زيارته لأوروبا في الأسبوع الفائت، والتي "قوبلت بآذان صاغية"، بحسب وصفه.
وقال نتنياهو في مستهل جلسة الحكومة: "عدتُ نهار الخميس من جولة لقاءات مهمة أجريتها في باريس وروما مع الزعماء الإيطاليين والفرنسيين، وقد عرضت عليهم المبادئ التي نتبناها فيما يتعلق بالسلام والأمن، كمتابعة للخطاب الذي ألقيته في جامعة بار ـ إيلان، وسعيت لإقناعهم بأن هذا هو الطريق العادل والصحيح والعملي لتحقيق تسوية بيننا وبين الفلسطينيين. لقد لقيت آذاناً صاغية إلى المبادئ التي عرضناها، ورأيت أن هناك استعداداً دولياً حقيقياً لقبولها كأسس للسلام".
وعدّد نتنياهو تلك المبادئ على النحو التالي: "أ ـ اعتراف فلسطيني صريح بدولة إسرائيل دولة للشعب اليهودي. ب ـ قيام دولة فلسطينية منزوعة السلاح، يتم في إطارها توفير رد على جميع الحاجات الأمنية لإسرائيل. ج ـ حل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين خارج دولة إسرائيل. د ـ اعتبار الاتفاق مع الفلسطينيين نهاية للنزاع، وذلك كي لا يطرح الفلسطينيون مطالبات إضافية لاحقا".
وتطرق رئيس الحكومة إلى تركيبة الحكومة الجديدة التي يتوقع تأليفها في لبنان، وأكد أنه من المتوقع أن تضم نحو سبعة وزراء من حزب الله، مشيراً إلى أن إسرائيل، بعد انضمام هؤلاء الوزراء إلى الحكومة، ستعتبر دولة لبنان مسؤولة عن أي نشاط هجومي ينطلق من أراضيها ضد دولة إسرائيل ("هآرتس"، 29/6/2009).
وفي سياق حديث نتنياهو عن زيارته لأوروبا قال إن "موضوع المستوطنات احتل جزءاً صغيراً جداً من المحادثات"، وأنه هو الذي قرر مع وزير الدفاع إيهود باراك تأجيل اجتماعه بالمبعوث الأميركي جورج ميتشل، خلافاً لما نُشر بشأن هذا الموضوع. وأكد أن هدف الرحلة التي سيقوم بها باراك إلى نيويورك غداً هو مواصلة المباحثات مع الأميركيين فيما يتعلق بالمستوطنات. وعلى حد قوله، فإن من الممكن إيجاد صيغة ملائمة لحل هذه المسألة.
وخلال الجلسة صب وزير الدفاع إيهود باراك مياهاً باردة على التقارير المتفائلة بشأن قضية الجندي المختطف غلعاد شاليط، وقال: "إن التقارير التي نشرت غير صحيحة، بل إنها ربما تتسبب بأضرار" ("يديعوت أحرونوت"، 29/6/2009). وكانت وسائل إعلام عربية قد نشرت، خلال الأيام القليلة الفائتة، أخباراً تتحدث عن تقدم، بما في ذلك حدوث توافقات بعيدة المدى فيما يتعلق بالأسرى الفلسطينيين، كما نشرت تقارير أفادت بأن شاليط سينقل من غزة إلى مصر. ولم يصدر أي تأكيد من الجانب الإسرائيلي أو من "حماس" بشأنها.
وعشية زيارة باراك للولايات المتحدة، حيث سيستمع مجدداً إلى مطلب تجميد الاستيطان، قال وزير الدفاع إن الأمر لا يزال قيد التداول [في إسرائيل]، ولم يتم الاتفاق عليه نهائياً بعد. وأضاف: "من المحتمل أن تطرح القضايا الإقليمية ـ بما في ذلك القضية السورية ـ ضمن مجمل المحادثات".
وقد نشرت "يديعوت أحرونوت" أمس نبأ فحواه أن باراك سيعد الأميركيين بتجميد البناء في المستوطنات ثلاثة أشهر، بما في ذلك ما يسمى "النمو الطبيعي".