السلام من أجل الأمن
المصدر
يسرائيل هيوم

صحيفة يومية توزَّع مجاناً وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية. صدرت للمرة الأولى في سنة 2007، مالكها شيلدون أدلسون، وهو من الأصدقاء المقرّبين من بنيامين نتنياهو، وتنتهج خطاً مؤيداً له. ونظراً إلى توزيعها المجاني، فقد تحولت إلى الصحيفة الأكثر توزيعاً في إسرائيل.

·       أكّد رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية عاموس يادلين في أثناء الاحتفال الذي أُقيم له بمناسبة انتهاء مهماته، أن تل أبيب ستتحول في المواجهة المقبلة إلى جبهة. وهذا أمر يعرفه كل إنسان عاقل، لكن كان من المفيد أن نسمع هذا الكلام من رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية، لأننا نستطيع أن نثق بأنه يقول الحقيقة من دون محاولة التخفيف منها.

·       إن مغزى ما يقوله اللواء عاموس يادلين هو أن عشرات المستوطنات في الضفة الغربية، بما في ذلك أريئيل، لا تحمي تل أبيب، ولا بتاح تكفا ولا كفار سابا، ولا نتانيا ولا الخضيرة. فالحقيقة البسيطة الصادرة عن رئيس المخابرات العسكرية هي أن جميع المستوطنات في الضفة الغربية لا تحمي أي شيء في إسرائيل يقع غربي الخط الأخضر الذي تحول في معظمه إلى جدار فصل، كما أنها عاجزة عن الدفاع حتى عن نفسها. وفي حال فشلت مساعي السلام، فإن من المتوقع في الحرب المقبلة أن تتحول تل أبيب وكل مدن إسرائيل وقراها إلى جبهة، بما في ذلك مطار بن ـ غوريون. وسيضطر الجيش الإسرائيلي إلى نشر قواته للدفاع عن المواطنين الإسرائيليين الذين يعيشون شرقي الخط الأخضر، وللدفاع عن مطار بن ـ غوريون، وعن تل أبيب.

·       لكن هذا لا يمنع المجموعات اليمينية من مواصلة القول إن أريئيل تحمي تل أبيب، وإن عمانوئيل تحمي الخضيرة.

·       ومثلما أن احتلالنا سيناء لم يحمنا من الحرب التي خسرنا فيها أكثر من 2800 جندي إسرائيلي، فإننا اليوم نسمع كلاماً قاطعاً من رئيس شعبة الاستخبارات العسكرية المنتهية ولايته يفند فيه الحجة الديماغوجية القائلة إن المستوطنات في الضفة الغربية تحمي المدن الواقعة في وسط إسرائيل.

·       علينا ألا ننسى هذا الكلام، وعلى وزراء حكومة إسرائيل، بصورة خاصة، الذين من المنتظر أن يوافقوا على مواصلة تجميد البناء ـ لأن تصويتهم هو إعطاء فرصة لمواصلة المساعي من أجل إنهاء النزاع بالسبل السلمية ـ أن يتذكروا ذلك.

·       إن رفض التجميد معناه جعل الدولة بأسرها ضحية الحرب المقبلة التي لن ينقذنا منها أي مستوطنة.