أوباما يستحق الثناء من إسرائيل بفضل موقفه الحازم إزاء إيران
المصدر
يديعوت أحرونوت

تعني بالعربية "آخر الأخبار"، تأسست سنة 1939، وتصدر باللغتين العبرية والإنكليزية، كما يمكن قراءتها على موقعها الإلكتروني "ynet". وهي تُعتبر الصحيفة الثانية الأكثر انتشاراً في إسرائيل. تنتهج الصحيفة خطاً سياسياً أقرب إلى الوسط الإسرائيلي، يصدر عن الصحيفة ملحق اقتصادي بعنوان "كلكاليست".

 

  • لا شك في أن آخر زيارة قام بها الرئيس الأميركي باراك أوباما لبضع دول في الشرق الأقصى مؤخراً بيّنت أن الإدارة الأميركية تعمل بصورة جادة ومثابرة على تطبيق سياسة العقوبات الاقتصادية الصارمة ضد إيران، وبناء على ذلك فإن أوباما يستحق الثناء من إسرائيل لا التجريح.
  • فضلاً عن ذلك، لا بُد من القول إن فرض العقوبات على إيران ينطوي على فوائد جمّة، ومنها مثلاً أن هذه العقوبات تسببت باندلاع صراع داخل صفوف النظام الإيراني بشأن مستقبل البرنامج النووي، وفيما إذا كان من الأفضل لإيران المضي قدماً في تطويره على الرغم من العقوبات، أو التوصل إلى اتفاق دولي يقضي بوقفه.
  • ويبدو الآن أن لجوء الإدارة الأميركية إلى الخيار العسكري إزاء إيران غير وارد في الحسبان، وذلك لأن الولايات المتحدة متورطة في حربين داميتين في أفغانستان والعراق، وتعاني ركوداً اقتصادياً كبيراً. كما أن الرأي العام الأميركي في معظمه ووزارة الدفاع الأميركية يعارضان بشدة فتح جبهة حربية أخرى.
  • وفي الوقت الذي يجري في الولايات المتحدة جدل علني بشأن موضوع الخيار العسكري إزاء إيران، فإن الجدل في إسرائيل بشأن احتمال شنّ هجوم عسكري على إيران يجري داخل الغرف المغلقة فقط، من دون أن يعرف الجمهور العريض عنه شيئاً. مع ذلك، لا بُد من القول إن هذا الجمهور العريض يدرك حقيقة واحدة هي أن الحرائق التي اندلعت في الكرمل في مطلع شهر كانون الأول/ ديسمبر الجاري أثبتت أن الحكومة الإسرائيلية لم تستعد ما فيه الكفاية للنتائج التي قد تترتب على القيام بشن هجوم عسكري على إيران.
  • وبطبيعة الحال فإنه لدى الحديث عن الخيار العسكري إزاء إيران، يجب أن نفرّق بين المؤسسة السياسية، التي يقودها رئيس الحكومة ووزير الدفاع، وبين المؤسسة الأمنية التي يقودها كل من رئيس هيئة الأركان العامة، ورئيس شعبة الاستخبارات العسكرية [أمان]، ورئيس الموساد، ورئيس جهاز الأمن العام [الشاباك]. إننا لا نعرف ما هو موقف كل واحد من هؤلاء إزاء المسألة الإيرانية، لكن من المعروف أن هؤلاء كلهم إما تركوا مناصبهم مؤخراً أو سيتركونها قريباً، الأمر الذي يُعتبر ظاهرة غير مألوفة وغير مسبوقة على مرّ تاريخ المؤسسة الأمنية الإسرائيلية كله. إن السؤال المطروح الآن هو: هل تُعتبر هذه الظاهرة ذات صلة بالجدل الدائر إزاء مواجهة المشروع النووي الإيراني؟ لا أعرف أي جواب عن هذا السؤال.