وزارة الخارجية تصدر تعليمات إلى السفراء الإسرائيليين في العالم كافة لشن حملة دبلوماسية ترمي إلى إحباط التحركات الفلسطينية في الأمم المتحدة
المصدر
هآرتس

من أهم وأقدم الصحف اليومية الإسرائيلية، تأسست في سنة 1918، ولا تزال تصدر حتى اليوم، ورقياً وإلكترونياً، كما تصدر باللغة الإنكليزية وتوزَّع مع صحيفة النيويورك تايمز. تُعتبر هآرتس من الصحف الليبرالية والقريبة من اليسار الإسرائيلي. وهي تحتل المرتبة الثالثة من حيث التوزيع في إسرائيل. تُصدِر الصحيفة ملحقاً اقتصادياً بعنوان "ذي ماركر".

أصدرت وزارة الخارجية الإسرائيلية أمس (الاثنين) تعليمات إلى السفراء الإسرائيليين في العالم كافة تطالبهم بالقيام بحملة دبلوماسية "عاجلة"، بهدف كبح التحركات الفلسطينية الرامية إلى دفع مجلس الأمن الدولي نحو اتخاذ قرار بشأن المستوطنات [في المناطق المحتلة]، وقرار آخر بشأن اعتراف الأسرة الدولية بدولة فلسطينية تُقام من جانب واحد في حدود 1967.

وقد وردت هذه التعليمات في برقية سرية قام القائم بأعمال المدير العام لوزارة الخارجية رفائيل باراك بإرسالها إلى السفارات الإسرائيلية في العالم كافة، ووصلت نسخة عنها إلى صحيفة "هآرتس"، وتضمنت دعوة إلى البدء فوراً بنشاطات مكثفة مع رؤساء الدول، والحكومات، ووزارات الخارجية، وأعضاء البرلمانات وصناع الرأي العام لكبح هذه التحركات الفلسطينية. وقال مصدر رفيع المستوى في وزارة الخارجية إن الهدف "هو القيام بعملية إحباط [للتحركات الفلسطينية] على الجبهات كلها".

وأكدت برقية المسؤول الكبير في وزارة الخارجية أن هناك في الوقت الحالي تصعيداً في النشاط السياسي والدبلوماسي الفلسطيني على ثلاثة مستويات هي: دفع مجلس الأمن الدولي نحو اتخاذ قرار يشجب أعمال البناء في المستوطنات؛ تكثيف النشاط الدبلوماسي للاعتراف بدولة فلسطينية في حدود 1967؛ رفع المكانة الدبلوماسية لممثليات السلطة الفلسطينية في أوروبا وشرق آسيا وأميركا اللاتينية. ووفقاً للبرقية فإن هذا النشاط السياسي الفلسطيني "يأتي في ضوء خيبة الأمل من السياسة الأميركية، وجراء عدم حدوث أي تقدّم في العملية السياسية". كما أن البرقية تشير إلى أن خيبة الأمل من السياسة الأميركية تعود إلى خطاب وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون في "منتدى سبان"، والذي لم تتطرق فيه إلى حدود 1967، وإلى قرار الكونغرس الأميركي المعارض للاعتراف بدولة فلسطينية تُقام من جانب واحد، وإلى إعلان البيت الأبيض فشل المفاوضات مع إسرائيل، وكذلك إلى نتائج آخر زيارة قام بها المبعوث الأميركي إلى الشرق الأوسط جورج ميتشل [إلى كل من القدس ورام الله] والتي خيبت هي أيضاً أمل الفلسطينيين.

في الوقت نفسه قامت وزارة الخارجية الإسرائيلية، بتزويد السفراء الإسرائيليين في العالم بـ"ورقة موقف قانونية"، وصلت نسخة عنها هي أيضاً إلى صحيفة "هآرتس"، وتتضمن مقولة مركزية فحواها أن المفاوضات المباشرة فقط من شأنها أن توجد حلاً للنزاع [الإسرائيلي - الفلسطيني] وليس الخطوات الأحادية الجانب التي تتناقض مع الاتفاقيات كلها الموقعة بين إسرائيل والسلطة الفلسطينية.